السياحة تسجل أسطورتها في أرواد
عادل ابراهيم عادل ابراهيم

السياحة تسجل أسطورتها في أرواد

أرواد، جزيرة التاريخ والأساطير، ما زالت تُنسَج الأساطير باسمها حتى الآن، فإذا كانت أساطيرها التاريخية كتبت باسم أبنائها من مجالدي البحر ومقارعي أمواجه، فإن أسطورتها الأخيرة تكتبها وزارة السياحة تحت عباءة الاستثمار.



الخبر الأخير في الأسطورة الاستثمارية لوزارة السياحة، يقول: إن شركة فينيقيا باشرت بمشروع فندق أرواد، الذي سيشاد على مساحة 7 دونمات فيها، تعود لوزارة السياحة.
تأريخ إخباري
في شهر تشرين الثاني عام 2012، وخلال اجتماع بين وزيرة السياحة ومحافظ طرطوس مع عدد من المستثمرين، تم التوقيع على عقد فندق أرواد السياحي مع شركة فينيقيا، وهو مشروع من سوية أربع نجوم بكلفة /715/ مليون ليرة سورية وبواقع /72/ غرفة و/18/ جناحاً و/12/ شاليهاً، ويتضمن المشروع فعاليات ترفيهية وتجارية، ومدة تنفيذ العقد 4 سنوات ومدة الاستثمار /60/ سنة.
وفي شهر شباط 2014، سلمت وزارة السياحة الموقع السياحي للمستثمر_ شركة فينيقيا- وذلك لإشادة فندق، بنفس الحيثيات التفصيلية السابقة مع إضافة مطاعم وكافتيريات ومارينا لرسو القوارب واليخوت في الموقع وغيرها من الخدمات السياحية.
وفي شهر أيار 2014، تمّ وضع حجر الأساس لمشروع فندق أرواد السياحي، وقد وردت حيثيات تفصيلية أخرى، بإضافة ثلاثة مطاعمٍ ونادٍ رياضي وسوقٍ تجاري.
وأخيراً، في شهر أيار 2018، باشرت شركة فينيقيا بمشروع فندق أرواد، مع توضيحات جديدة، بأن المشروع من ضمن مشاريع الاستثمار السياحي التي تم التعاقد عليها من قبل وزارة السياحة على نظام (bot)، مع إضافة، أن المطاعم الثلاثة هي بسعة /620/ كرسياً، وكافيتريات متنوعة من سوية نجمتين بسعة /65/ كرسياً، ومسطحات وتراسات من مواد خفيفة ومظلات وحديقة مائية فوق المسطحات المغمورة جزئياً بمياه البحر، والمحتوية على منطقة أثرية في الأرض المخصصة للمشروع، وتنفيذ لسان بحري لزوم تخديم المشروع، ومنارة وكافيتريا في نهاية المكسر، ومارينا لرسو القوارب واليخوت عدد /20/ قارباً ويختاً وسفينة سياحية، ومجمع تجاري وترفيهي ونادٍ صحي ورياضي‏.
إضافات استثمارية وآثار؟
المشروع المعلن عنه في عام 2012 كان عبارة عن فندق بواقع /72/ غرفة و/18/ جناحاً و/12/ شاليهاً، ويتضمن المشروع فعاليات ترفيهية وتجارية.
وقد تفرعت واستطالت الفعاليات الترفيهية والتجارية الملحقة بالمشروع بحيث أصبحت حتى عام 2018 كما سبق أعلاه من التوسع، والأهم من كل ذلك هو احتواء أرض المشروع على منطقة أثرية باتت قيد الاستثمار الخاص أيضاً.
عامل الزمن المهدور
أما على مستوى مدة التنفيذ، فالعقد الموقع في عام 2012 كان من المفترض أن ينتهي في عام 2016، وعلى اعتبار أن الموقع تم تسليمه في عام 2014 فإن ذلك يفترض أن تكون مدة الانتهاء في عام 2018، ومع الإعلان عن البدء بالتنفيذ أخيراً في عام 2018، فهذا يعني: أن الانتهاء منه سيكون في عام 2022، وعلى هذه الحال من عدم الاكتراث بعامل الزمن ربما نسمع بعد سنوات أخباراً إضافية عن المشروع قيد التنفيذ.. وهكذا.
أسطورة الاستثمار
الجوهر الذي يجعل من جملة الأخبار «الاستثمارية» أعلاه بمثابة الأسطورة، هو واقع تطورها من حيث الإضافات الاستثمارية المتتالية على المشروع، مع توقف عامل الزمن التنفيذي منذ عام 2012، وغياب رقم العائد الاستثماري لوزارة السياحة لقاء العقد مع شركة فينيقيا.
وهي على ذلك تعتبر أسطورة استثمارية بامتياز تسجل في جزيرة أرواد باسم وزارة السياحة، فلا زمن يقيدها أو يعنيها، وهي مرنة جداً بالإضافات المربحة على المشاريع الاستثمارية، ولا مانع لديها أيضاً من أن تضع الآثار في الاستثمار الخاص كذلك الأمر، وكل ذلك من أجل تحقيق عائدية استثمارية وسياحية أعلى لمصلحة المستثمرين.
بقي أن نقول: إن المساحة الاجمالية لجزيرة أرواد بحدود 320 ألف مترٍ مربعٍ، وضع منها بالاستثمار السياحي مساحة 7 آلاف متر مربع لمصلحة شركة فينيقيا لمدة 60 عاماً، بالإضافة لمساحة مائية غير محددة في البحر من أجل اللسان البحري ومارينا القوارب واليخوت والمنارة.. ولا ندري ما يمكن أن يضاف من مساحات إضافية لاحقاً.