نازحو عفرين معاناة ومعيقات عودة
ما زالت مأساة النازحين من مدينة عفرين في الريف الشمالي، لم تجد طريقها إلى الحل النهائي حتى الآن، بل وتتفاقم.
فرغم عودة البعض منهم إلى ديارهم خلال الفترة القريبة الماضية، ما زالت البقية المتبقية من أهالي عفرين والقرى المجاورة ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى بيوتهم، وتمسكهم عن العودة حتى الآن الكثير من الأسباب.
معيقات العودة
كثيرة هي المعيقات التي تحول دون عودة النازحين إلى بيوتهم وقراهم، والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
الخوف من سوء التعامل الذي سيتعرضون له من المجموعات المسلحة التي دخلت مع الاحتلال التركي إلى عفرين، وخاصة في ظل ورود الأنباء عن ممارساتها السلبية مع العديد من الذين عادوا أو بقوا في بيوتهم.
التأخير والعرقلة لدخول المواطنين أمام حواجز هؤلاء المسلحين في «كيمار»، الذي يتعدى 4_5 أيام أحياناً، وأيضاً عدم وجود أو امتلاك وسيلة نقل، لنقل تلك العائلات.
عدم استتباب الوضع، وانتظار ما قد تقدمه التطورات العسكرية والسياسية، والمصير الذي سيرسو عليه الوضع في عفرين.
حاجة بعض العائلات للتوجه إلى مدينة حلب، بسبب الدراسة أو الوظيفة أو المرض، بانتظار قرار يسمح لهم بالدخول إلى حلب، إذ هناك قرار بمنع مواطني عفرين من الدخول إلى حلب، وهذا غير مفهوم بتاتاً، ولا يعلمون الأسباب الموجبة لهذا القرار الجائر، خاصة لتلك الفئات التي ذكرت آنفا (موظفين_ طلاب_ مرضى)، مما يستدعي أن يلجأ البعض ويرضخ لابتزاز المهربين، لتهريب المواطنين السوريين من منطقة عفرين إلى مدينة حلب، لقاء مبالغ طائلة.
ويشار بهذا الصدد إلى أن البعض قد تعرض عند تهريبهم إلى حلب للألغام التي أودت بحياة البعض، وتعريض البعض الآخر للإعاقة وللجروح الخطيرة.
كما يتوجه عدد من المواطنين إلى منبج لأسباب أمنية أو غيرها.
أوجه المعاناة
إن معاناة النازحين في تلك المناطق عديدة، ويصعب سردها كلها، لكن لا بد من تسليط الضوء على بعضها.
_ سوء الخدمات، وقلة المواد الإغاثية، والاستياء من تعامل بعض المنظمات الإغاثية وسلوك بعض عناصرها مع المواطنين.
_ الفوضى وعدم الاستقرار، بسبب عدم وجود قوات شرطة لحفظ الأمن والنظام، فتحدث بعض المشاكل والسرقات وغيرها، وليس هناك من جهة تقوم بمهام حفظ الأمن والنظام.
_ انتشار الأمراض وخاصة بين الأطفال، بسبب الظروف الصحية السيئة، وعدم وجود الكادر الصحي الكافي، وكذلك قلة الأدوية، رغم تبرع بعض الجهات بجهود مشكورة لتأمين ما يستطيعون تأمينه بجهودهم الخاصة، وأحياناً الشخصية، كما أن المرضى المزمنين يحتاجون للمعالجة وللدواء، وللإشراف الطبي في مراكز مختصة، كمرضى السرطان والتهاب الكبد c وبعض الأمراض العصبية والنفسية والقلبية وغيرها.
_ قيام السلطات السورية بحملات للقبض على الشبان المطلوبين للتجنيد الإلزامي أو للاحتياط.
_ تعرض النازحين في قريتي نبل والزهراء للابتزاز من قبل بعض ضعاف النفوس بشكل يفوق الوصف والخيال، مثلاً: أن يكون آجار الغرفة الواحدة 100 الف ليرة سورية، وأن يكون الدفع سلفاً لمدة 3 اشهر، أو محاولة شراء ما يعرض للبيع بأبخس الأسعار كالسيارة أو غيرها، أو إمكانية إيصال السيارة الخاصة إلى حلب بمبالغ تتراوح بين 200 ألف إلى 350 ألف وأكثر، حسب نوعها وشروط استغلال الحاجة و..
هذا غيض من فيض أوجه المعاناة ومعيقات العودة، التي يتعرض لها ويعيشها أهلنا النازحون من عفرين وريف حلب الشمالي، والتي تستدعي تضافر جميع الجهود للتخفيف من هذه المعاناة، مع تذليل كل المعيقات التي تحول دون حقهم بالعودة إلى بيوتهم وقراهم.