دير الزور.. خدمات طبية شبه معدومة!

دير الزور.. خدمات طبية شبه معدومة!

معاناة أهالي دير الزور ما زالت مستمرة، وخاصةً من عدم توفر غالبية الخدمات من كهرباء وماء وغذاء وتعليم ومحروقات ومواصلات وطرقات والغلاء وفلتان الأسعار وغيرها..

لكن لعل من أهم أوجه المعاناة وأعمقها، وخاصة مع تزايد أعداد الأهالي العائدين للمدينة والريف، هي: المعاناة من عدم توفر الخدمات الطبية، الكافية والضرورية.
أمراض منقرضة تعود
أمراضٌ كثيرة نجمت عن الحصار وسوء التغذية والتلوث سابقاً، لكن بعضها ظهر مجدداً بعد شبه انقراضه كالسل والتهاب الكبد الوبائي بدرجاته، أو الأمراض الجلدية، وبعضها انتشر كثيراً نتيجة الأزمة والتلوث كالأمراض التنفسية والصدرية، وبعضها نتيجة سوء التغذية كفقر الدم وهشاشة العظام وغيرها..
وقائع من مشفى الأسد
لا يمكن إجراء التحاليل الطبية لعدم توفر المواد اللازمة كاملةً، ولا يمكن إجراء العمليات الجراحية، باستثناء النسائية التي لا تحتاج لمستلزمات كبيرة، والمعالجة العظمية يجريها ممرض لعدم وجود الطبيب المختص، وهذا ينطبق على بقية الاختصاصات الطبية في مشفى الأسد، ولا يوجد قسم للأطفال فيه، وجهازي التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي معطلين، والنظافة شبه معدومة لعدم وجود مواد التعقيم والنظافة، والتي تقتصر على التنظيف بالماء فقط، ورغم وجود جناح في مشفى الأسد لكادر مشفى الفرات المدمر، إلاّ أن وجوده اسمي فقط..
صعوبات إضافية
الأدوية نادرة في مشفى الأسد، وأسعارها مرتفعة في الصيدليات الخاصة، ولا وجود لتسعيرة نظامية لها، أما الأطباء أصحاب العيادات الخاصة فغير موجودين، ولا توجد حتى أية مشفى خاصة، وكذلك لا يوجد أي مركز لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا مركز لتركيب الأطراف نتيجة الإصابات الكثيرة في الحرب، ونتيجة الألغام التي ما زالت تفعل فعلها يومياً والتي لم تنزع، وذلك عندما يذهب الأهالي العائدون لتفقد منازلهم.
للريف نصيبه من المعاناة
أما من الناحية الصحية في الريف، فقد افتتح مستوصف مدينة موحسن كبناء فقط، دون توفر كادر طبي أو تمريضي، ولا توجد فيه مستلزمات طبية، ومستوصف آخر على خط مدينة بقرص يعاني المعاناة نفسها، وحتى الجروح يجري إخاطتها دون مخدر.
وربما باستثناء استمرار فتح بعض الطرقات الرئيسة، تجدر الإشارة إلى أن أوجه المعاناة الأخرى مستمرة، سواء مما نتج عن الحرب والدمار، كالألغام والمتفجرات، أو من الفساد والفوضى المستفحلين، والمعاملة السيئة والابتزاز والهيمنة وانفلات السلاح واستمرار النهب والتعفيش وغيرها، مما يحيل حياة الأهالي في المدينة والريف إلى واقعٍ بائسٍ مستمر..!