الطرق الزراعية في طرطوس... إهمال وعمر قصير
محمد سلوم محمد سلوم

الطرق الزراعية في طرطوس... إهمال وعمر قصير

معظم الطرق الزراعية التي تم شقها في طرطوس، كانت سابقاً طرقاً ضيقة ووعرة، تربط القرى بعضها ببعض، أو ممرات للمواطنين بين بيوتهم وأراضيهم الزراعية، وعبر التاريخ كانت تُستخدم الحيوانات في عملية التنقل هذه.

استجابت الجهات المعنية، وبعد مطالبات عديد ومديدة، لمطالب المواطنين في شق هذه الطرق، منها ما تم تعبيده ومنها ما تم مد شبكة الصرف الصحي من خلاله، وما بقي دون تعبيد خلال موسم أمطار واحد عاد أسوأ مما كان.
الإهمال قطّع السبل
المواطنون وجدوا أنفسهم أمام مشكله جديدة، بحيث لا هم ولا مواشيهم قادرون على استخدام هذه الطرقات نتيجة الإهمال، وطبيعة المنطقة الساحلية بغزارة الأمطار، ونمو الأشجار والنباتات الشوكية وغيرها، المعيقة لحركة الآليات والبشر والحيوانات، وعوضاً عن صلة الوصل التي كانت تؤديه هذه الطرق بين القرى وبين أرزاق المواطنين أصبحت الآن بفعل النباتات الجافة والكثيفة مصدراً لانتقال النيران المشتعلة إلى الأراضي المجاورة، بفعل الحرائق التي قد تحدث نتيجة النشاط البشري في الزراعة أو غيره من الأسباب.
مثال حي
طريق زراعي طوله لا يتجاوز 100م، يربط بين تجمع سكني وزراعي ومنطقة سياحية في قرية اسقبولة، التابعة لبلدية الشيخ سعد، هذا الطريق تم شقه بعد أن وافق الأهالي بالتنازل عن حقهم بالأضرار التي قد تحصل، واستخدمته البلدية في مد شبكة الصرف الصحي فيه، وتُرك دون تعبيد، وخلال فترة قصيرة أصبح غير قابل للاستخدام، وأُغلق بفعل النباتات الحراجية (ونباتات الديس) العليق البري.
والأسوأ من ذلك هناك من استسهل سرقة أغطية الفتحات لشبكة الصرف الصحي، وأصبحت الفوهات المكشوفة تشعر المار بالرعب القريب، وبالتأكيد ليس باستطاعة أي مواطن أو له مصلحة في سرقتها!.
جرذان وأفاعٍ
والظاهرة الأسوأ من ذلك كله، ونتيجة النمو السكاني غير المسبوق في المنطقة، وقيام أعمال إنشائية كأبنية سكنية أو منشآت خدمية أو سياحية ومطاعم ومحلات فروج وقصابة، أصبحت هذه الطرقات مكاناً مناسباً لكل عابث بالقانون، وأصبحت أملاك المواطنين ممتلئة بتلك النفايات، وبالتالي لن تجلب هذه المخلفات المواسم الزراعية للمواطنين، بل أفضل ما تجلبه تلك النفايات مع المجارير المكشوفة هي: الأفاعي والجرذان والكلاب الشاردة والروائح النتنة، مع العلم بأنه تم رفع شكاوى متعددة لمن له علاقة بهذا الشأن، وللبلدية وغيرها، وتم طرحه في لقاءات المحافظين السابقين مع أهالي البلدة، وفي العام الماضي طرحته قاسيون في أحد أعدادها، وما زالت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ .
ويتساءل المواطنون المضطرون لاستخدام هذا الطريق عن سبب هذا الإهمال من قبل الجهات المعنية، وعن سبب الإهمال للطرق التي تشقها وتخسر عليها وتضعها في خططها السنوية، وتعتبرها في اللقاءات العامة أنها من إنجازاتها! والجميع يعرف أن الطرق الزراعية في الساحل إن لم تنجز بمواصفات فنية جيدة لن تدوم أكثر من موسم أمطار واحد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
814