بردى: رمز دمشق مهمل
هل هذا هو بردى الذي تغنى به الشعراء والمطربون.؟
هل هذا هو بردى الذي كنّا نستمتع بالنظر إليه، وخاصةً أيام معرض دمشق الدولي، حيث كان هو وصوت فيروز صنوان.!؟
أسئلةٌ عديدة يرددها المواطنون، وهم يمرون يومياً بالقرب من نهر بردى الرئيس أو فروعه التي تتغلغل في مدينة دمشق وينتهي بها المطاف في غوطتها، وهم يرون حجم الأوساخ والنفايات المتراكمة فيه، والروائح الكريهة المنبعثة منه، وخاصةً هذه الأيام، أيام الربيع، بعد أن كاد يجفّ، فكيف في الأيام والأشهر القادمة من الصيف.؟
نمرُّ من جنبه ونتحسر على هذا النهر ونتألم لما أصابه، فقد أصبح قناة للصرف الصحي، هكذا عبر أحد المواطنين الذي كان يتكئ على سور النهر وينظر إليه بحزن.! وأضاف: أنا من محافظةٍ أخرى فكيف بأبناء دمشق؟
وآخر قال: محافظة دمشق وبلديتها، هل هما عاجزتان عن تنظيف النهر، وإزالة هذه المناظر المقرفة، وخاصةً في وسط المدينة، من منطقة المعرض إلى ساحة المرجة.؟ أم أنهما مشغولتان بملاحقة أصحاب البسطات الفقراء، وخدمة الأغنياء من أصحاب المحلات والمعارض والمولات، وغيرها من مراكز الترفيه لأصحاب الأموال.؟
والمؤلم أكثر أن أشجار الغوطة ومزروعاتها تروى من مياه الصرف الصحي هذه، وهذا له انعكاسات كبيرة ليس على البيئة فقط، وإنما على صحة المواطنين والمزارعين وحيواناتهم، فهم ونحن نتغذى من محاصيلها وثمارها.
أمّا في منطقة الربوة، فالمنظر أقل إيلاماً لأن قاع النهر ما زالت، كما هي رملية وحصوية لم تبلط أو تكسا بالإسمنت، لذا هي تمتص شيئاً من المخلفات ولا تتحول إلى بؤرٍ آسنة تنبعث منها الروائح الكريهة وتحلق فوقها الحشرات التي تنقل الأمراض.!
نهر بردى ملكنا نحن الشعب، ويجب الاهتمام به، بتنظيفه هو وفروعه باستمرار، وإعادة الرونق له، فهو سببٌ ورمز من رموز وجودنا أيها السادة المسؤولون، وتنظيفه لا يكلف شيئاً بالنسبة للأموال المهدورة أو المنهوبة.. فهلاّ اهتممتم به ولو قليلاً.!؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 811