شوارع منسية ومهملة في مدينة طرطوس
تستمع في جلسات مجلس محافظة طرطوس، إلى حجم الأموال المقررة للوحدات الإدارية، سواء كان من ميزانيتها المستقلة، أو الطارئة، أو ما يقدم من جهات أخرى، وبأن جل ذلك يذهب في بندين (الزفت– والصرف الصحي).
ويصيبك الذهول عندما تجد بأن أسوأ ما في المدينة، على مستوى الخدمات، مرتبط بهاتين النقطتين تحديداً، إذاً كيف تصرف هذه الأموال؟.
أحياء بحاجة إلى خدمات:
أصبحت مدينة طرطوس من المدن المزدحمة سكانياً بفعل الأزمة، وما رافقها من أزمة سكن, وأصبحت الكثير من المخازن التجارية، خارج الشوارع الرئيسة، بيوتاً سكنيةً وتسكنها عائلات بالكامل، كانوا قد هجروا من المحافظات غير الآمنة, وبالتالي أمام محدودية البنية التحتية وازدياد الضغط السكاني، أصبحت معظم المرافق بحاجة ماسة إلى التوسع والتجديد، وفق دراسة علمية تحتسب الازدياد في عدد السكان المستفيدين من هذه البنية، وباطراد مستمر.
فعلى سبيل المثال لا الحصر: حي الرابية (الفقاسة) من أكثر الأحياء نشاطاً، وفيه الكثير من الخدمات التي يحتاجها المواطن في حياته, لكن هناك ضعف كبير في بنيته التحتية, ومعظم بيوت الحي كانت خاضعةً لوقت قريب للقانون 60، والآن تم إزالة هذا القانون.
وبالإضافة لسرعة نمو هذا الحي سابقاً، بدأت الأنظار تلتفت إليه في مجال هدم البيوت القديمة، وبناء بيوت سكنية طابقية, مما يشكل ضغطاً كبيراً جداً على البنية التحتية، التي لم تكن مهيأةً مسبقاً لهذا التوسع العمراني السريع، وأهم مشكلة هي: الصرف الصحي لبعض الشوارع.
بقعة من حي الرابية:
الشارع الأساسي الذي يقع خلف دوار صغير، متعارف عليه (دوار الفندارة), هذا الشارع لا يبلغ طوله أكثر من 60 م, أصبحت كل عقاراته أبنيةً حديثةً، وبيوتاً طابقيةً، ومصنف سكناً تجارياً, ويوجد فيه عشرات المحال التجارية، وعشرات الأبنية الطابقية الحديثة، وعلى جانبيه نشاط تجاري متميز، ويربط بين شارعين، كلاهما مصمم (أوتوستراد) وفي الوقت نفسه يعتبر نقطة مرور، ويربط حيين متقابلين ببعضهما (الإنشاءات – والمشروع السادس).
هذا الشارع يعاني من ثلاث مشاكل هامة، إضافةً إلى مشكلة النظافة الدائمة.
الصرف الصحي
خط الصرف الصحي مازال على حاله منذ أن كان الحي عقاراته كلها عبارةً عن غرفة أو غرفتين, وبالتالي تجد مصلحة الصرف الصحي بشكل دائم تحفر في الشارع لمعالجة مشكلة الاختناقات، لأنه لا يستوعب هذا الضغط, ولأن المنطقة منخفضة كل مياه الأمطار أو المياه الآسنة أحياناً، الناتجة عن خلل في الأماكن العالية، تنحدر باتجاه هذا الشارع، ولوجود الحفر فيه تتجمع، مشكلّةً منظراً يصل إلى (حد القرف).
والمطلوب تمديد خط جديد للصرف الصحي، يستوعب الزيادة في النمو السكاني, وإنشاء (ريكار) طويل على مدخل الشارع، لعدم انحدار مياه الأمطار إليه، وما تحمله من أتربة ونفايات متنوعة, مع العلم أن الخط الرئيسي للصرف الصحي لا يبعد أكثر من 50 م عن بداية الشارع، وملاصق لنهايته.
ردم الحفر وترميم الأرصفة
مادامت المنطقة في حالة توسع مستمر، ولتأمين الخدمات في مجال المياه والاتصالات والكهرباء، يتم حفر الأرصفة أمام المحلات التجارية، ويتم نزع (بلاط أو سيراميك) الرصيف على أساس أن يعاد الوضع إلى ما هو عليه قبل الحفر.
لكن في هذا الشارع بالذات، قام أحد المتعهدين لتمديد كابل توتر عالٍ أرضي، بوضع باطون بدل البلاط لبعض المحلات، والقسم الآخر بقي محفوراً دون أن يعاد إلى وضعه, وهذه المرة الثالثة التي يقوم أصحاب المحلات بإعادة تبليط الرصيف على نفقتهم الخاصة, مع العلم أنه تم التحدث بشكل شخصي مع مدير الكهرباء، ووعد خيراً ولم ينفذ شيئاً.
مع العلم أن المتعهد قال لأصحاب المحلات التجارية: بأنه سيعيد الوضع كما كان، لأن هذه الأرصفة محسوبة تكلفتها من ضمن شروط العقد, وعلى المتعهد أن يعيد ما تبقى من الأرصفة إلى وضعها الطبيعي.
منفذ مغلق أمام السيارات:
بعد الدوار الصغير ولمسافة 50م، كان هناك منفذ للحي بشكل نظامي، تدخل إليه السيارات, لكن لأسباب غير معلنه، تم إغلاق هذا المنفذ جزئياً، ثم تم إغلاقه بالكامل, وبالتالي أصبحت كل الأليات التي ستدخل إلى هذا الحي تذهب مسافةً بعيدةً، حتى دوار المشفى العسكري، ومن ثم إلى شوارع الحي المذكور, مما جعل معظم الآليات تخالف السير أثناء دخولها، وكثيراً ما تحدث حوادث ومشاحنات بين الأهالي والسائقين، وبين السائقين أنفسهم.
لذلك: المطلوب إعادة فتح هذا المنفذ الذي يخدم معظم هذا الحي.
أهالي الحي يعانون كثيراً من هذه المسائل، التي لا يعبر غيابها إلا عن غياب الشعور بالمسؤولية لدى البعض، واستهتار بحياة المواطنين وأملاكهم, ويطالبون الجهات المعنية، بالإسراع بمعالجة وتحسين هذه الخدمات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 806