في الجامعات السورية.. امتحانات في الممرات وأسئلة «مزاجية»؟!
وسط ضجيج المارة، وفي لحظات توتر شديد، يمضي طلاب إحدى كليات جامعة دمشق أصعب أوقاتِهم، فبعد أيام من الجهد الممزوج بمشقة الدراسة في ظروف الأزمة، وجد أولئك الطلاب أنفسهم مضطرين لتقديم امتحانهم في أحد ممرات الكلية، إضافةً لتكليفهم بمهمة الحصول على كرسي وطاولة بأنفسهم، رغم بدء وقت الامتحان.
«زق المي»
المفارقات والفصول المضحكة المبكية، التي تتخلل امتحانات الطلبة الجامعيين تتنوع بين كلية وأخرى، لكن ظروف الدراسة الصعبة، التي يعيشها الطلاب موحدة، وتحديداً في دمشق بعد أزمة المياه، التي شغلت الكثير من الطلاب عن دراستهم من أجل مساعدة أهلهم في تأمين مياه الشرب والغسيل، إضافةً لفترات تقنين الكهرباء الطويلة التي تَطَبقّ، حيث يمكن إدراجها على رأس قائمة الصعوبات التي يعانيها الطلاب في فترة الامتحانات، نظراً لأهمية الكهرباء في توفير الإضاءة أولاً والتدفئة ثانياً.
سباق مع الزمن
ومع حلول موعد الامتحان، تبدأ المهمة الشاقة الثانية على الطلاب، من حيث الوصول إلى قاعة الامتحان، أو مكان الامتحان بالوقت المحدد، فازدحام الطرقات والتوقفات المتكررة عند كل حاجز، وخاصة لأولئك القادمين من أطراف دمشق، أدى لمشاكل عديدةٍ مع الطلاب وحرمان بعضهم من تقديم امتحانه.
وفيما يخص الطلاب المقيمين في المدينة الجامعية، فحالهم ليس بالأفضل، حيث اشتكى معظمهم من نقص في المياه وانقطاع شبه تام للكهرباء، بحجة عطل في المولدة، إضافةً إلى عدم تشغيل التدفئة المركزية، وخروج المصاعد عن الخدمة وكثرة الأوساخ، خاصةً يومي الجمعة والسبت لعدم وجود العاملين.
امتحانات في الممرات!
أما بالنسبة لظروف الامتحان، في الكلية ذاتها، فتكمن المشكلة الأكبر، حيث يوجد نقص واضح في أماكن تقديم الامتحانات، لدى بعض الكليات، والتي بررها بعض المسؤولين بتوافد أعدادٍ كبيرةٍ من الطلاب، قادمين من محافظات وكليات أخرى، بما يفوق القدرة الاستيعابية للكلية المستقبلة، الأمر الذي دفع القائمين على تنظيم الامتحانات، إلى إقامة الفحوص في الممرات و«الهنغارات»، التي طالما عبر الطلاب على مرور السنوات من انزعاجهم، وعدم رضاهم عنها، حيث تكون «الهنغارات» غالباً شديدة البرودة، إذ يمكن للهواء التسرب من الجدران، أو النوافذ المكسورة، فضلاً عن غياب التدفئة بالكامل فيها، لنقص المحروقات وانقطاع الكهرباء لمدة طويلة.
نماذج غير مألوفة؟
من جهة ثانية، تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، صوراً قالوا إنها لنماذج أسئلة امتحانية خارجة عن المألوف، فعلى سبيل المثال: ورد سؤال في امتحان مقرر الإحصاء الحيوي لطلاب كلية الطب في جامعة تشرين، تضمن خيارات فيها عبارة طلاب هذه السنة «راحت عليهون»، إضافة إلى خيارات متعددة منها «إعادة إجراء الامتحان العملي للمقرر، وإضافة 5 درجات لكل طالب وتأكيد أهمية المواظبة على حضور محاضرات الإحصاء الحيوي لطلاب السنوات القادمة؟! ومعاقبة مدرس المقرر وحرمانه من متعة تدريس مقرر الإحصاء الحيوي لطلاب كلية الطب».
أما بالنسبة لطلاب الجامعة الافتراضية، فأكد معظمهم مواجهة مشاكل تتعلق بالاتصال بالانترنت أثناء تقديم الامتحان، حيث ينقطع الاتصال بالشبكة خلال التقديم، ما يؤدي لتأجيل الفحص لموعد لاحق، الأمر الذي يسبب إرباكاً للطلاب.
ويبقى السؤال: إلى متى سيبقى الاهتمام اللازم بالعملية التدريسية بحيثياتها كلها قاصراً عن إيجاد الحلول؟ وتهيئة الظروف الملائمة، والمساهمة في تحسين مستوى المخرجات العلمية؟ وسمعة الجامعات السورية على السواء!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 795