الوعد السنوي: أزمة الكهرباء ستحل قريباً!
وصلت ساعات تقنين الكهرباء في دمشق وريفها، إلى أكثر من 16 ساعة في اليوم في بعض المناطق، بينما انقطع التيار في مناطق أخرى لأيام متتالية.
في الأعوام السابقة، كانت حجج الوزارة بالتقنين الزائد والإنقطاعات الطويلة، تتلخص «بالإعتداءات الإرهابية» على محطات التحويل وخطوط التوتر العالي والاعتماد على الشبكة في التدفئة، بينما اختلفت الحجج هذا العام، وتنوعت بين عدم توفر الفيول، لتأخر وصول الناقلات، وأعطال في مصفاة بانياس، إضافة إلى قضية لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل واضح، وهي مشكلة بين مستوردي الفيول والمصرف المركزي.
تبريرات
وإضافة إلى ما سبق، عزت مؤسسة النقل في وزارة الكهرباء مؤخراً، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة أو أكثر من يوم في بعض مناطق دمشق منها: القصور، العدوي، القصاع، السادات، العباسيين وركن الدين، إلى عطل في خط توتر متوسط 66 ك.ف، وراحت ترمي اللوم على المواطنين في مقلب آخر، لأنهم يستخدمون التيار في التدفئة ويساهمون بزيادة الضغط.
لكن، «مهما اختلفت التبريرات الحكومية، هي في النهاية تقصير وعجز»، على حد تعبير البعض، الذين أكدوا لـ «قاسيون» أنهم «لا ينتظرون التبريرات بقدر ما ينتظرون المعالجة التي لم تأت منذ سنوات رغم الوعود».
عدم الوفاء بالوعود، دفع المواطنين للبحث عن حلول بديلة للطاقة، وفي الأعوام السابقة، انتشرت ابتكارات كحلول بديلة عن الكهرباء، وهي إضاءة الليدات والبطاريات والانفيرترات، إضافة إلى وسائل تدفئة تعمل على البطارية، إلا أن عدم توفر الكهرباء سوى ساعتين أو ثلاثة في اليوم، جعل الفائدة من هذه الحلول غير ممكنةً نتيجة الإستهلاك الكبير مقارنة مع توفر التيار اللازم للشحن.
المشكلة بدفء المواطن
كثير من المواطنين لا يملكون سعر مدفأة مازوت أو حطب، وأيضاً، هم غير قادرين على شراء الوقود غير المتوفر، حتى الغاز الذي كان في السابق أحد حلول التدفئة بالنسبة لهم في فصل الشتاء، بات غير متوفر، وبالتالي لم تبق سوى الكهرباء وسيلة للتدفئة بمقدار عدة ساعات في اليوم فقط.
الجهات جميعها التي من المفترض أن تقوم بتوفير الغاز والمازوت والكهرباء، رمت عجزها على الدفء المفقود، فالحجة دائماً بعدم توفر هذه المواد، هي: «زيادة في الطلب نتيجة الاعتماد على التدفئة»، في حين لا يجد المواطنون وخاصة البسطاء أية وسيلة من تلك الوسائل.
إصلاح على نفقة المتضررين
وعدا عن الأعطال العامة التي تتحدث عنها وزارة الكهرباء، هناك أعطال يومية تصيب الشبكة في الأحياء نتيجة عدم تأهيلها بالشكل الأمثل لتكون كفيلة بتحمل الضغط الحاصل فصل الشتاء، وفي غالب الأحيان وبحسب ما تحدث بها المشتكون لـ «قاسيون»، فإن اصلاح هذه الأعطال يكون على نفقة أهل الحي، عبر شراء كابلات أو مستلزمات من المفترض أن تقوم الوزارة بتأمينها مجاناً.
لكن، حتى اصلاح الاعطال ضمن الأحياء ليس بالأمر اليسير، فهذه الأعطال متكررة وشبه يومية، ما دفع الطورائ للاحجام حتى عن الرد على الهاتف في كثير من الأحيان، وقد يضطر أهالي الحي لإحضار عامل كهرباء وصيانة العطل مستغنين عن جهود عمال الطوارئ.
استغلال صفحات التواصل
رغم سوء الحال، إلا أن الوزارة مازالت تشيد بإنجازاتها وتطلق الوعود يومياً بتحسين الوضع كما كل عام، وتعلن بين الحين والآخر، عن مواعيد محددة لذلك على لسان مصادر غير صريحة، وفي المقلب الآخر، تكشف رسمياً عن تركيب محولات بملايين الليرات هنا وهناك، لكن دون أثر إيجابي يذكر على الشبكة بشكل عام.
وأشار مواطنون إلى أنهم «فقدوا الثقة بالتصريحات الوزارية بشكل عام، ووزارة الكهرباء بشكل خاص، التي باتت مؤخراً تستخدم بعض صفحات التواصل الإجتماعي ووسائل إعلام معينة، لقطع الوعود الزائفة في محاولة امتصاص الإحتقان الحاصل بين الناس».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 790