حمد الله ابراهيم حمد الله ابراهيم

مجانين عامودا.. والعقلاء

من الآخِر!!
«الانتقاد، والانتقاد الذاتي» مبدأ أساسي في التنظيم، فإذا كان النقد بنّاءً، فهو يؤدي حتماً إلى التخلص من النواقص الموجودة أو تخفيف حدتها.. أما إن كان غير بناء فهو مقتلة للرفاق وللتنظيم عموماً.. ولطالما عانى الشيوعيون داخل تنظيمهم، ومن ثم تنظيماتهم، من غياب النقد البناّء لأسباب متعددة لا مجال لذكرها الآن..
لكن المصيبة الآن تكمن في النقد من أجل النقد أو من أجل تحطيم الآخر،  والذي كثيراً ما يظهر عند بعض الرفاق الذين تركوا التنظيم لسبب أو لآخر، فالغاية الأساسية لمعظم هؤلاء من النقد هو أن يظهروا للناس بأنهم لم يعودوا ينتسبون إلى الحزب الفلاني.

منذ فترة كنت مع مجموعة من المدرسين القدماء نتحدث مع الموجه المختص عن أحوال وزارة التربية والعملية التعليمية والتربوية وعن إهمال الطلاب لواجباتهم في الوقت الحاضر وأسباب هذا الإهمال، وتحدثنا عن الدورات الخاصة وسلبياتها، وتم التأكيد بأن المدرس الناجح الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه في المدرسة، هو الذي لا يحتاج طلابه للدورات، فإذا قام جميع المدرسين بواجبهم سوف يتم إلغاء الدورات والسلبيات الملحقة بهذه الدورات.

هنا تدخل مدرس آخر على الخط قائلاً: هل خالد بكداش شيوعي؟ فنظرنا إليه نظرة استغراب، ثم نظرة احتقار.. ثم ابتسم أحدنا وسأل مستنكراً دون أن ينتظر جواباً: شو جاب خالد بكداش لهون؟!
هنا طلب مني موجه مادة الجغرافية إن أتحدث عن الطريقة التي أشرح فيها دروس الجغرافية لطلاب البكالوريا كي يتم تعميم هذه الطريقة على باقي المدارس لأن تجربتي أو طريقتي في التدريس أدت إلى رفع نسبة النجاح في المادة إلى ما  بين  95 - %100 طوال أكثر من عشرة أعوام.
هنا تدخل صاحبنا مرة ثانية مقتحماُ: هل قدري جميل شيوعي؟ وكيف يكون شيوعياً ويملك الملايين؟ فرد عليه أحد المدرسين: «يا أخي خالد بكداش وقدري جميل مو شيوعيين.. أنت وحدك شيوعي».. فرد مباشرة: «أنا ماني شيوعي»..
طيب، يا أخي أنت تريد أن تظهر للناس بأنك تركت الحزب الشيوعي، لذلك قلها علناً ومن دون لف أو دوران!!

حوار بين عاقل ومجنون
العاقل: انتم خرجتم مع حزب b y d الأسبوع الماضي في المظاهرة..
المجنون: نعم في المظاهرة السابقة خرجنا معاً..
العاقل: إذا أنتم أيضا أصبحتم من الشبيحة التابعين للنظام!!.
المجنون: طيب أنت وجهت لنا انتقاداً في الأسبوع الماضي واتهمتنا بأننا من أزلام النظام عندما خرجنا في مظاهرة مع بقية الأحزاب الكردية!
العاقل: نعم هؤلاء ليسوا أحزاباً بل أزلام النظام!.
المجنون: طيب هل نخرج مع الشباب؟
العاقل: أعوذ بالله!! كيف تخرجون مع الشباب وهم من جماعة عرعور بشعاراتهم وتصرفاتهم!.
المجنون: طيب هل نخرج كفريق رابع في عامودا وحدنا كي تصبح المظاهرات أربعة أقسام؟
العاقل: أعوذ بالله هذه جريمة بحد ذاتها لأن ذلك يعني تقسيم الشارع..
المجنون: طيب ما العمل يا رفيقي؟ ما رأيك أن نخرج معك للمظاهرات، فحيثما تكون أنت نكون معك؟!
العاقل: لكن أنا لا أخرج في المظاهرات أبداً!!!
 
مجرد حكاية
روى لنا أحد المجانين الحكاية التالية:

ثمة شخص من عامودا كان يربي الأغنام وينتقل بها من مكان لآخر، فنصحه البعض بشراء كلب ليساعده في الحراسة وحماية أغنامه وخاصة أثناء الليل، فاقتنع صاحبنا واشترى كلباً ضخماً جداً من نوع «زوزاني»، ومن المعروف أن هذه الكلاب يمكنها أن تمنع قطيعاً من الذئاب من الاقتراب من القرية، فكيف إذا اقتصر دورها على حماية بعض الأغنام من الحرامية؟! ولكن من سوء حظ الراعي أن هذا الكلب لم يقم بواجبه في حراسة الأغنام، لا من الحرامية ولا من الذئاب، وراحت الحرامية تسرق، والذئاب تلتهم دون حتى أن يعوي!! فقط عندما كان يرى صاحبه كان يهاجمه بقوة حتى يرميه أرضاَ، ويأخذ بعضه حتى يسيل دمه ثم يتركه ويبتعد عنه!!
فلجأ صاحب الكلب إلى المهتمين بالكلاب لنجدته، سواء الأطباء البيطريين أو مربي الكلاب علّه يجد حلاً للمشكلة، ولكن دون جدوى، وفي إحدى الليالي هاجمه كلبه  بشراسة، فما  كان أمامه من خيار إلا أن يلقم مسدسه ويطلق عليه النار.. وفهمكم كفاية!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
541
آخر تعديل على الإثنين, 19 كانون1/ديسمبر 2016 03:20