ماذا تقول ياصاحبي؟! حملة ترشيح!!

كثيرة هي الأمور التي تستدعي المناقشة وبخاصة تلك التي يجهد أصحابها ويلهثون لجعلها تنطلي على الآخرين على أنها حقائق موثوقة  لا جدال فيها... ولكن دون جدوى لأنها غدت واضحة تفضح التهويل وتضخم الذات.. والتبجح الفارغ. وتطفح بالمستهجن الرخيص.

حتى لا يكون كلامك حديثاً في الهواء.. ادخل ساحة النقاش مباشرة.. حدد المقصود.. و قدم الدليل والبرهان.

 حسناً هذا ما سأفعله.. سأبدأ حديثي وأنهيه حول من صارت المبالغة والادعاء وتشويه الحقائق ديدنهم ولا سيما في لقاءاتهم الصحفية المسبقة الصنع ومقالاتهم المدبجة حيناً بأسمائهم وحيناً آخر بأسماء غيرهم من الحاشية. علماً أن من صار يعرفهم على حقيقتهم أكثر من أن يعد وأن يحصى.

أتقصد أصحاب المقالات التي تواترت في الآونة الأخيرة تحت عناوين مثيرة؟! واستفزازية مغرضة.

 نعم هم بذاتهم. الذين يكتبون  على شكل سيناريو دعائي يتجاوز حدود العادي من الإعلان.. وينسبون لأنفسهم أشياء هم أساساً بعيدون عنها كل البعد.. وأهمها الروح الرفاقية والإنسانية التي يتسترون وراءها قولاً وهم يمارسون البطش بالرفاق.

أنا لا أستغرب ذلك فقد شهدت هجومهم المحموم وبأسوأ النعوت على أقرب المقربين حين تعكرت العلاقة لأسباب أغلبها شخصي وذاتي مزاجي.

 بعيداً عن المهاترات وأسلوب الأخذ والرد.. وانطلاقاً من قاعدة «من فمك أدينك» سأتحدث عن المقارنة التركيبية المفتعلة المغلوطة التي وردت في المقالة التي كتبت خصيصاً لتلميع صورة رفيق «رصيده دراسة مريحة.. أكاديمية شأنه شأن العشرات من المحللين الذين يتناولون الأحداث ويعلقون عليها على شاشات المحطات الفضائية» وذلك توطئة لبدء حملة ترشيحه كولي عهد ليحل محل من حلت ـ وهي زاهدة بالمنصب ـ محل الراحل.

إنها مقارنة بين رفيقين، وهنا لب الموضوع.. محاولة خادعة وغريبة عن تقاليدنا الحزبية التي تقيِّم الرفيق بإمكانياته الفعلية وعمله والتزامه وسلوكه.. لا بالمقارنة بغيره.. ودليلنا على ذلك النماذج التالية من المقارنة الماكرة:

«هناك فرق بين الأبناء الذين (يدفعون) ضريبة آبائهم الثوريين وبين الأبناء الذين يرثون ثروة آبائهم».

«هناك من (شارك) في مسيرة شعبه وحزبه ومهر انتماءه (بدمه ودموعه) وهناك من يريد أن يفصِّل حزباً على مقاسه ليضيفه إلى مقتنياته».

وبيت القصيد في المقارنة: الفقرة التالية:

«لماذا يحق لابن إقطاعي أن يصل إلى مراكز مسؤولة ولا يحق لابن شيوعي وحفيد قائد وطني.. هذا الحفيد الذي (خلق شيوعياً مناضلاً) منذ وجد، (وشهد) كيف يُساق والده إلى السجن على يد الزبانية، ويعيش (براتب متواضع وعيشة متواضعة)»!!.

إن تسليط الضوء على الرفيق بعينه حصراً لإعداده ليكون الخلف لمن أنجبته هو بحد ذاته سلوك ينافي سلوك الشيوعيين.. ويستخف بعقول الرفاق وبصريح العبارة هي حملة ترشيح واضحة المعالم مكشوفة الأهداف، إنها عقلية الإقطاع السياسي ومفهوم «وجود نطفة مقدسة تنتج بيضة مقدسة»!!

 

فماذا تقول يا صاحبي؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
180