موفق إسماعيل موفق إسماعيل

العقل طينة !... الحكومة في وزير - 2 من 2

فجأة.. بعد عشرين عاماً صحا البعض على دور وزارة المالية ووزيرها، فوجدوا الفرصة سانحة في هذه الصحوة للنوم على حقيقة أن الوزارة جزء مكمل لباقي الوزارات والعكس صحيح، وكلها مجتمعة تمثل سياسة واحدة لحكومة موحدة.

فالوزير نفسه الذي وعدنا منذ فترة قصيرة بازدهار أعمال مشفى ابن سينا (مشفى المجانين) الذي صار بمستوى مسلخ المجتهد إن لم يكن أعلى. وأقنعنا مدراء المؤسسات التابعة لوزارته بفعالية الدواء الأجنبي لأي داء وطني، بينما لا دواء وطني لأي داء أجنبي. هو:

نفس الوزير الذي توسّمنا خيراً إذ وجدنا فيه دبلوماسياً لبقاً، ومتحدثاً جيداً عن حريتنا في إبداء الرأي والتعبير والانتقاد، لكن زال تفاؤلنا عندما سمعنا ما جرى مع صحفي تجرأ على نشر اعتراض على وزير تُغسل سيارتها بمياه الشرب، وبعدها لم يعد ممكناً نشر انتقاد عن هذه الوزير. وهو:

نفس الوزير الذي لو اقتدى بأبي بكر الصديق، لأعلن حرب الردة على استغلال المحجبات في مشاغل تجار الحريقة الحجاج، ولو اقتدى بعمر بن الخطاب لأفتى بضرورة التيمم بدلاً من الوضوء في زمن شحّ المياه، ولو كان علي بن أبي طالب قدوته لرفع سيفه وقطع رأس من حلّل للموظف قبول الهدية بحجة أنه زمن القحط. له الله... الذي صمتُه فتوى تبيح تحويل دماء عباد الله إلى فائض ربح يجنيه من لا إله لهم سوى المال، لهم الحيوات الدنيا ولنا عذاب الدهر. وهو:

نفس الوزير (المقدام) الذي خطا «خطوة إلى الأمام» وانحنى حتى كاد يلامس رأسه الأرض قبل أن تلاقيه يد البابا يوحنا فقبّلها متباركاً بلمستها داعياً له بمديد العمر وطول البقاء، ثم تراجع وهو بنفس الوضعية «خطوتان إلى الوراء» عائداً إلى صفوف رعيّة النضال في العسل، يسأل الأم الرؤوم يا رفيقة «ما العمل»؟. وهو:

نفس الوزير الذي أرسل رجاله إلى أقصى الشمال بأقصى سرعة ممكنة لتغيير أسماء قرى الحسكة قبل أن يسجّل الأهالي أبناءهم المكتومين في دائرة النفوس. فقرية «جطل» صار اسمها «هطل» و «قرمانية» صارت «الأمانة» و «كربطلي» صار اسمها «تل بطل» !. فصار البطل في الدرباسية من يمحي الاسم الجديد عن الشاخصات ويعيد الاسم القديم. وهو:

نفس الوزير الذي لا يستطيع منع تهريب (الكوكا كولا) ولا يعتبر من أدخلها خلسة إلى أسواقنا مشبوهاً، بينما يرى المشبوه من يدعو علناً إلى وضع إكليل ورد عند نصب شهداء الثورة السورية (السورية)، وتصبح بطاقة الدعوة في عينيه منشوراً سرياً يستوجب المساءلة وأكثر... وهو:

نفس الوزير الذي صعد درجات مبنى مجلس الوزراء بسرعة وثقة باتجاه الهدف. يستمر في الوزارة إذا أحسن الأداء... أما إذا أساء الأداء وأخطأ الأهداف، يأخذ فرصة في إدارة غير وزارة، أو يسوح بين شيراتون دمشق وماريوت دبي وملاهي لاس فيغاس للتمتع بامتيازات الوزارة بعد الإقالة.

 

وما هو إلا وزير في فريق عمل واحد..

معلومات إضافية

العدد رقم:
156