الأنترنت في سورية أسعار عالية وخدمات بدائية
لا يختلف اثنان على أهمية شبكة التواصل الاجتماعي «الانترنت» في ظروف اليوم، وعلى أنه عصب الإعلام والمعلوماتية والعمود الفقري لنقل وتناقل المعلومات في العالم. وهذا ما أدى إلى ارتفاع وتزايد عدد مستخدمي الانترنت في سورية وبشكل ملحوظ حتى وصل عام 2009 إلى مليوني مستخدم غير أن هؤلاء مازالوا يعانون من مشاكل جمة وقضايا متعبة دائمة وطوال فترة الاستخدام فمن البطء المستمر وعدم الاستقرار إلى الانقطاع المتواصل وارتفاع التكاليف فحجب الكثير من المواقع مما جعل هذه الخدمة فاشلة وبكل المقاييس يقول نور وهو صاحب كافيه نت عن واقع الشبكة: « فوضى عارمة، و انقطاع متكرر وفي أية فترة كانت ولفترات طويلة فمعظم المواقع محجوبة دون أي مبرر، سرعة سلحفاة، تكاليف عالية خطوط الديل سي دي للناس المدعومين بس». ومن المعروف أن الطلب على هذا القطاع ينمو بشكل غير طبيعي في سورية والتي تأتي في مستويات متقدمة نسبة الى دول الشرق الأوسط. غير أن هذه الخدمة تبقى في سورية في غاية السوء ودون المستوى دوماً فمعظم مستخدمي هذه الخدمة يستخدمون خط الدايل أب المنقرض في العالم ولا يوجد في سورية سوى 7000 خط انترنت سريع ما يعرف باسم (اي سي دال) أو الحزمة العريضة، بينما في دولة يقارب عدد سكانها سكان سورية هولندا مثلاً 17 مليون نسمة يوجد فيها أكثر من خمسة ونصف المليون خط (اي سي دال) ورغم النمو الكبير لمستخدمي الانترنت في سورية خلال السنوات الثماني الأخيرة فإن نسبة مستخدمي الانترنت بنسبة إلى عدد السكان تبقى محدودة وهي أقل من %8 ولا يأتي بعد سورية في ترتيب دول الشرق الأوسط سوى اليمن والعراق.
تعرضت هذه الخدمة في العام الماضي إلى انتكاسات جديدة حيث أنها ليست متوفرة في الكثير من المناطق منذ حوالي خمسة أشهر أو أكثر، وجواب الجهات المسؤولة يبقى واحداً لا يتغير «أسباب أمنية أو مشاكل خارجة عن إرادتنا» في الفترة الأخيرة أصبحت معظم مناطق ريف دمشق الآن مثل (كفر بطنا، سقبا، حمورية، عين ترما، جسرين، دوما، مخيم الوافدين) تعاني من شلل تام في هذه الخدمة والمثير للسخرية هو الحجة التي تقدم لتبرير ذلك، والزعم بأن الانقطاع المستمر ليس إلا حرصاً على عدم تسريب المعلومات والاتصالات ووصولها إلى الإرهابيين والمتعاملين مع المحطات الخارجية المغرضة.
وإذا تحدثنا عن موضوع التكلفة فيمكن القول: إن تكلفة خدمة الانترنت في سورية هي الأعلى في العالم والسبب عائد إلى البطء الفظيع في الشبكة والانقطاع المتكرر الذي يجعل أي عمل تريد القيام به من خلال الانترنت يحتاج إلى وقت مضاعف من الوقت الذي تحتاجه في البلدان الأخرى.
يقول الصحفي ماهر: الكلام لم يعد يفيد في هذا المجال الوضع يبدو فظيعاً وبمقارنة بسيطة بين سورية ودول أخرى نجد أن الفروق شاسعة فالانترنت في الكثير من دول العالم يقدم بشكل مجاني أو شبه مجاني، والسرعة خيالية والاشتراكات رمزية حتى الاتصالات الخليوية منخفضة جداً بينما في سورية فإن شركة سيرياتيل تأكل الأخضر واليابس «تتشاطر» على المواطن من خلال عروض 3G وتجمع الملايين من خلال ذلك.
تقول بشرى: «الحقيقة القصة موقصة انترنت بس، فإذا انحلت مشكلة الانترنت بيكون إنجاز نحن بواقع الأمر ما عم نشتكي من غلاء الانترنت وبس، بل من الانقطاع المتكرر خصوصاً في منطقة الغوطة لأيام وشهور ما حدا عم يقدر يحكي لأنو الوضع معروف والأسباب الأمنية فوق كل شيء وما حدا لحدا، طول عمرها عوجة، نحن ما عم نقدر نحكي لا على انترنت ولا هم يحزنون».
إن هذا الوضع المتردي يجعل الإنفاق على هذا القطاع من ضروريات الاستثمار ودعائم التطور التقني والعلمي والاقتصادي في سورية وبات من الواجب وجود إرادة حقيقية على كل المستويات لتوفير هذه الخدمة للمواطن مثل كل بلاد الله الواسعة ويبقى السؤال المحير هنا: لماذا مستوى خدمة الانترنت متدن في سورية هكذا؟ ومن الذي عرقل ومازال يعرقل تطور هذه الخدمة بالنسبة للمواطن السوري كل هذه السنين؟ سؤال مهم: لابد من الإجابة عليه حتى نتقدم في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل احد أعمدة الاقتصاد و النشاط البشري بكل فروعه في كل دول العالم فهل سنبقى خارج التاريخ في هذا القطاع؟؟؟؟