البوكمال بلا كهرباء.. لماذا؟

عندما يتعثر أداء الجهاز الحكومي في بلد ما أو يتكرر التقصير، ويصبح الإهمال من سمات بعض عناصرها، ويبدأ المواطنون بالتذمر وزفر الآهات، تسارع الحكومات التي تحترم نفسها وتحترم المواطن للاعتراف بهذا التعثر، وتتلافاه حفاظاً على الثقة المتبادلة بينها وبين مواطنيها.

طبعاً هذا لا ينطبق على بلدنا، فكلما ازدادت معاناة المواطن وكلما أمعنت الجهات التنفيذية في تقصيرها وإهمالها وفسادها، طال عمر الحكومات أكثر!

نقول ما تقدم والعتمة تحيط بنا من كل صوب، فمدينة البوكمال تغرق في الظلام منذ عدة أيام دون أن يسمع بذلك أحد، رغم أن هذه المدينة هي بوابة الشرق إلى سورية، لكنها بكل أسف بوابة يأكلها السواد لأنها بلا كهرباء..

والسبب أن الخط الخارج من محطة /التيم/ الغازية أو ما يسمى خط الـ /230/ قد تهاوى على الأرض، واستغرقت عملية إعادته إلى الخدمة مدة /24/ ساعة، ليعود ويسقط مرة أخرى بعد أقل من ثلاث ساعات فقط. وهذا يدل على الاستهتار في العمل وعدم المبالاة تجاه الناس، لأن البوكمال بقيت تنار بإمداد خط واحد فقط، راحت تتناوب على الاستفادة منه أحياء المدينة بمعدل ساعة ونصف لكل حي فقط!!

طبعاً هذه الحال رافقها تذبذب التيار الكهربائي، فأمسى يراوح بين المرتفع جداً والضعيف جداً، والنتيجة الطبيعية لذلك هو احتراق وتعطل الكثير من الأجهزة الكهربائية المنزلية من برادات ومجمدات ومكيفات، كما زاد في معاناة المواطن وأضاف هماً فوق هموم.

والسؤال: لماذا لا يوجد خط احتياطي في محطة /التيم/ الغازية أسوة بباقي المحطات، أم أن المواطن في المنطقة الشرقية ليس ذا شأن وقيمة بالنسبة للحكومة؟

الحقيقة أن السبب يكمن في أن الواقع الراهن للشبكة يبقي باب الفساد مشرعاً ومفتوحاً على مصراعيه للصوص ليمارسوا لعبتهم القذرة في الحجب والمنع والرشاوى والمحسوبيات، حيث لا حسيب يسائلهم ولا رقيب يضبطهم، وإلا لما عجزت الحكومة عن رفد هذا الخط بخط احتياطي لتنقذ المواطن من هذا الهم المتكرر صيفاً شتاءً..

ملاحظة: الكهرباء في البوكمال ظلت حالها وفق التوصيف السابق حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

 

■ تحسين الجهجاه