عصام إسحق عصام إسحق

(بصيرة الجرد) تكابد الإهمال والنسيان المزمن

(بصيرة الجرد) هي إحدى قرى الريف الجبليّ الساحر لمحافظة طرطوس، وتتبع إدارياً لناحية (مشتى الحلو) وتبعد عنها  نحو /7/ كم. يبلغ عدد سكانها ما يقارب /3000/ نسمة، وترتفع عن سطح البحر /900/ م، و تقع بالقرب من قمّة النبي صالح، حيث تغفو أروع غابات الشرق العذراء، وتنمو أندر النباتات والحشائش البريّة المتميّزة بفوائدها الطبية، وأريجها العبق الذي يملأ الصدور في تلك المنطقة... وأبناء تلك القرية قاموا باستصلاح الجبال لتصبح أراضي زراعية صغيرة يبلغ عرض الواحدة منها ما بين 2-3 أمتار، بما يناسب الطبيعة الجبلية. وأهم الزراعات الموجودة القمح والشعير والعدس والحمص، والزيتون الذي يتميّز بالجودة العالية.

وعلى الرغم من ذلك تكاد تكون هذه القرية أسيرة النسيان والإهمال المقصود أو غير المقصود، وخلال لقائنا مع مختار القرية والأهالي، أخبرونا عن تردّي أحوال قريتهم منذ زمن طويل، وأكدوا عدم وجود خدمات تعد بديهية، كأنابيب الصرف الصحي (المجارير)، وهو ما ينذر بكارثة بيئية.

وهناك أيضاً مشكلة انقطاع المياه التي لا تتوفّر إلاّ نادراً. إضافة إلى عدم وجود مستوصف، فأقرب مركز صحّي للقرية هو مركز (جنين) المتواضع جداً في خدماته قياساً إلى مركز (مشتى الحلو) الذي يبعد أكثر من /7/كم، والذي تتوافر فيه مختلف الخدمات الصحية، فضلاً عن أن الطريق الرئيسية المؤدية للقرية لا يزيد عرضها عن /3/م، و لا تكاد تتّسع لسيّارة واحدة، وهذه الطريق التي تصل إلى (جنين الصحية) تمتد على مسافة /3/كم. ويعاني الأهالي معاناة هائلة منها خاصّة شتاءً، حيث تتراكم الثلوج وتتكاثر السيول الجارفة والأمطار الغزيرة، ما يعيق اتّصال القرية مع محيطها، علماً بأن الطريق ما بين (جنين الصحية) و(مشتى الحلو) جيّدة وتلقى عناية، والأهم من ذلك عدم وجود بلديّة أو مجلس يشرف على وجود خدمات أساسية كهذه وغيرها من الخدمات التي تحتاجها القرية.. وانطلاقاً ممّا تم ذكره، يطالب أهالي (بصيرة الجرد) بإنصافهم ولفت الأنظار إلى معاناتهم من عدم توفّر أبسط الخدمات التي تؤمن الحاجات الحياتية اليومية لهم.

ونحن – في قاسيون - نضمّ صوتنا إلى أصوات الأهالي في مطلبهم المحقّ، ونطالب أن يلقى نداؤهم هذا الآذان الصاغية والاهتمام المناسب بعد هذا الإهمال المزمن.