الفلاحون المهجّرون من حقولهم.. العيد في الخيام؟!
ما يزال فلاحو الجزيرة والمناطق الشرقية المهجرون من حقولهم وأراضيهم الزراعية بسبب السياسات الزراعية الحكومية النيوليبرالية.. والجفاف، يعيشون في الخيام الممزقة على أطراف محافظات دمشق ودرعا وحلب...
يعملون هم وأطفالهم ونساؤهم لدى أشقائهم وزملائهم في المهنة في الحقول التي ما زالت قادرة على العطاء، وينتظرون أن تحمل لهم الأيام القادمة ما يمكن أن يرفع عنهم الفاقة الشديدة التي أصيبوا بها.. ولكن ما يكاد يصيبهم باليأس أن أحداً من المسؤولين الحكوميين لا يأتي على ذكر مشكلتهم، ولم يبادر مجلس الوزراء مثلاً لطرح القضية على جدول أعمال جلساته الدورية (ولن نقول الطارئة رغم أهمية الموضوع) والعمل على وضع اقتراحات الحلول.. وحتى الإعلام الذي تسابق بعض العاملين فيه، عند تفاقم المشكلة لأخذ السبق في عرضها، أصبح اليوم محايداً، وراح الذين تسابقوا على إيراد أخبار مخيمات الفلاحين في وقت سابق، يتسابقون على تصيد أخبار جديدة على سبيل المنافسة متناسين أن المشكلة التي تناولوها لا تزال بلا حل .. بينما واقع هؤلاء المبعدين قسرياً عن قراهم وأراضيهم الزراعية الموشكة على البوار ما فتئ يزداد سوءاً.. والبرد قادم، والمدارس فتحت أبوابها، والعيد سيهل هلاله قريباً... فماذا يفعل هؤلاء المواطنون السوريون.. هؤلاء البشر؟ ماذا سيقولون لأولادهم الذين لم يلتحقوا بمدارسهم بعد؟ كيف سيبررون لهم أن العيد سيزورهم وهم في الخيام؟ وهؤلاء الأطفال هل سينسون يوماً أنهم ناموا في وطنهم... في الخيام؟
■ ج. أ. م