بلدية البوكمال تمطر هباباً
على ما يبدو أن مجلس مدينة البوكمال أراد أن يعوضنا عن كرم السماء الذي يكاد أن يكون معدوماً هذا العام والمتجلي بقلة الأمطار، من خلال استمراره المتعمد بحرق النفايات على ظاهر المدينة.
هذه الحرائق التي تنبعث سمومها وتغطي سماء المدينة بسحابة، بل بسحابات من الدخان القاتل الذي يزكم الأنوف ويوجع ويسد القصبات والصدور ويلوث الهواء، وكأن مجلس مدينة البوكمال يمارس الخدع السينمائية موهماً البشر أن هذه الكتل الدخانية هي غيوم وستمطر ماءً قراحاً يفرح النفوس ويطيب الخواطر، ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الأفراح وتموت الآمال عند تساقط الهباب الأسود القاتل. مرات عديدة طالبنا رئيس المجلس بالكف عن حرق النفايات مذكرين إياه أن هناك مرسوماً جمهورياً يمنع ذلك، ولكن الرد هو ذاته دائماً: اللا رد.. ونحن إلى الآن لا نعرف من يقوم بعملية الحرق.
إن ما يُحرق هو من جميع أنواع المخلفات والنفايات، بدءاً من مخلفات المشافي والعيادات، وهي مواد كيميائية قاتلة، إلى بقايا المنازل والمحال التجارية والمطاعم وغيرها، حيث بلغ ارتفاع هذه المخلفات أكثر من ثلاثة أمتار وهي في ازدياد يومي، وقد كان من الأجدى أن يتم ترحيل هذه البقايا إلى مكان أبعد من المكان الحالي، والواقع بالقرب من المنطقة الصناعية المتاخمة للمدينة.
نحن نطالب بوقف هذه المهزلة، بل هذه الجريمة رحمة بالبلاد والعباد، ونرى أنه قد بلغ السيل الزبى، وبات من الضروري إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة. فيا أيها المسؤولون في مجلس مدينة البوكمال توقفوا عن تلويث هوائنا وصدورنا، إذ يكفينا ما لوثتنا به أيدي الفاسدين والمفسدين المتربعين على كل رئة تتنفس منها البلاد.
وأخيراً على الجميع أن يتذكروا أن كرامة الوطن والمواطن تبقى فوق كل اعتبار..
البوكمال ـ تحسين الجهجاه