أين ذهبت معونات «قرية زاما»
منذ أيام، وصلت إلى قرية زاما التابعة لمدينة جبله، ثلاث شاحنات كبيرة تحمل معونات إنسانية لتوزيعها على سكان القرية جميعهم دون استثناء. وقد تجمّع في ساحة القرية ما يزيد عن خمسة آلاف مواطن لاستلام حصصهم من هذه المساعدات. وسط فرحة الأهالي بأن «البحصة تسند جرّة» في ظل الانخفاض الشديد للمستوى المعيشي لغالبية سكان سورية. وقد أشرف على توزيع المساعدات لجنة مؤلفة من رئيس البلدية ومختار القرية وعضوان من الفرقة الحزبية.
ووسط الازدحام والفوضى والتدافع وكيل الشتائم والسباب وحتى الاقتتال - بالرغم من وجود عناصر الشرطة والأمن - فقد اقتصر توزيع المساعدات من شاحنتين فقط، بعد أن تم جمع دفاتر العائلة لكل سكان القرية وتسجيل أسماء أصحاب هذه الدفاتر، ليفاجأ الأهالي بأن المعونات كانت من نصيب أصحاب نصف الدفاتر فقط، بينما أصحاب النصف الآخر فقد عادوا إلى بيوتهم خاليي الوفاض وهم في حالة من الغضب والقهر. والسبب في ذلك أن عملية توزيع الحصص كانت تفتقر إلى الحدّ الأدنى من العدالة؛ فهناك من استلم عدة حصص، لا سيما منهم المقتدرين الذين حازوا على أكثر من 90% من المعونات الموزعة.
بقي أن نقول بأن الشاحنة الثالثة التي كان من المقرر أن توزّع حمولتها على أهالي القرية، قد غابت بمحتوياتها كاملةً إلى جهة مجهولة. وقررت اللجنة المكلفة بالتوزيع العمل على إيقاف عملية التوزيع، ليتفرّغوا إلى الاهتمام بهذه الشاحنة ويتصرفوا بحمولتها ويتقاسموا الغنائم .
«قاسيون» تضم صوتها إلى صوت أهالي قرية زاما للتحقيق في هذه الواقعة ومحاسبة من تلوّثت يداه بهذه الجريمة. آملين أن تصل هذه الصرخة الى من يهمه الأمر.