وعادت المفرقعات!

 ما إن حل شهر رمضان، حتى أخذت «الزواريب» والأسواق الجانبية والدكاكين الصغيرة في الأحياء الشعبية تزدحم بأنواع مختلفة ومتنوعة من المفرقعات والألعاب النارية ..

انه الموسم الذي ينتظره عدد كبير من المهربين والباعة الصغار ،وهو أيضا فرصة مؤاتية للحيتان «الأشباح» الكبار ليغرقوا الأسواق بأنواع لا حصر لها من «الفتيش»... ولم لا طالما أن الأمر متاح، وأكثر ما يمكن أن تقوم به الدوريات الراجلة مصادرة هذه البضائع وإلقاء القبض على البائع «الصغير» لعدة ساعات ليس إلا، من دون أية متابعة أو ضبط للطرق والآليات التي يتم فيها إدخال هذه السلع الخطرة إلى البلاد.

  هذا الأمر يتكرر دائماً في جميع المناسبات والأعياد، والى الآن لم نلمس أية إجراءات جدية للحد منه، خاصة وان حوادث لا حصر لها حدثت وتحدث نتيجة العبث الدائم والخطر بمثل هذه الألعاب التي أكثر من تجذبهم هم شريحة الأطفال والمراهقين غير المدركين للخطر.

  لقد أصبح الحد من انتشار هذه الظاهرة مطلباً شعبياً ملحاً في أيام العيد، لما تسببه (الألعاب النارية) من إزعاج ومن أخطار ومن هدر لمال الناس الذين لا يستطيعون أن  يمنعوا «الخرجية» أو «العيدية» عن أطفالهم، كما أنهم لا يستطيعون أن يلعبوا دور الرقيب الدائم على أبنائهم خصوصاً عندما يكونون خارج المنزل ،وبالتالي فعلى وزارة الداخلية ودوريات التموين ووزارتي التربية والإعلام أن تبذل أقصى ما بوسعها للحد من تفشي هذه الظاهرة...

  إن جولة صغيرة على المشافي في مواسم الأعياد تبين الأعداد غير القليلة من الإصابات في صفوف الأطفال التي يكون بعضها خطراً، وقد ينجم عنه إعاقة دائمة، كذلك فان بيوتاً بكاملها احترقت بسبب هذه الألعاب...

 

  فهل ننتظر من الوزارة الداخلية تحركاً أوسع في مجال مكافحتها ومتابعة المهربين الكبار الذين يقومون بإدخالها وبكميات كبيرة إلى البلاد، أم أن عيدنا القادم سيكون كسواه من الأعياد السابقة... ضجيج وفرقعة واصابات وحوادث بالجملة؟