فوضى جسر الرئيس

تعد منطقة جسر الرئيس (تحت الجسر وفوقه) إحدى أهم النقاط الحيوية لتجمع وتوزع وسائط النقل الداخلي العامة منها والخاصة في قلب مدينة دمشق، فهي تستقبل هذه الوسائط من غرب وشمال وجنوب وشرق المدينة في آن معاً، ومطلوب منها أن تعيد انتشارها جميعها كل بالاتجاه والخط الذي تخدمه، وهذا يخلق ازدحاماً هائلاً عند نقاط الدخول والخروج في جميع الأوقات، وخصوصاً في ساعات الذروة، ويتسبب بفوضى عارمة وضجيج كبير وهدر لوقت الناس ركاباً وسائقين ومشاة، يترافق بشجارات ومشاحنات لا تنقطع بين المتزاحمين على وسائط النقل، وبين شرطة المرور والسائقين، وبين السائقين والركاب.

ويزيد الأمر سوءً العشوائية والمزاجية التي يلجأ إليها أحياناً بعض رجال شرطة المرور، خصوصاً إذا انزعجوا من سائق ما، فيوقفون رتلاً كبيراً من السيارات لدقائق إضافية طويلة نكاية به!!

وكذلك الحال بالنسبة لسائقي الميكروسرفيس الذين لا يلتزمون غالباً بالمواقف والحارات الرسمية المخصصة لسياراتهم، إذ غالباً ما يعمدون إلى ملء سياراتهم من أول نقطة متاحة لهم حتى وإن تسبب ذلك بتعطيل حركة السير، وبترك المنضطين من الباحثين عن وسيلة نقل في حالة انتظار طويل لسرفيس لن يأتي!!

وتشكل قلة السرافيس، وانعدام وسائط النقل الداخلي (العامة) على بعض الخطوط المزدحمة ظاهرة بذاتها (تحت جسر الرئيس)، حتى ليزدحم هذا المكان الضيق أحياناً بعدة آلاف من البشر، والجميع يمني النفس بالحصول على حيز صغير في سرفيس قديم بمقاعد بالية، ولعل سكان قدسيا هم أكثر من يعانون من هذا الوضع في جميع أوقات النهار وثلثي الليل من دون أن يتقدم المعنيون المتعامون بأية مبادرة لإيجاد حل.

ويتعدى الازدحام منطقة الجسر ليطال شارع شكري القوتلي بكامله وأحياناً يصل حتى ساحة الأمويين، هذا من جهة الغرب، أما من جهتي الجنوب والشمال فالازدحام متصل من البرامكة وحتى أقصى شارع أبو رمانة، ناهيك عن الجهة الشرقية، جهة المركز، حيث يصبح للازدحام هناك معنى آخر، يتعدى الحلول الجزئية المعتمدة حالياً.

 

فإلى متى يستمر الحال على ما هو عليه، وكم بإمكان المدينة وسكانها أن يحتملوا؟... وهل يرى المسؤولون هذا كله... أم أن زجاج سياراتهم الفارهة يحجب عنهم المشهد بكل ما فيه من ضجيج؟؟