أنصفي محافظة دير الزور . . . ياوزارة التربية
تقترب الآن الامتحانات ويشتعل باقترابها هم الطلاب وقلقهم فهم. . . . كما يتصورون . . . أمام مصيرهم وهذا القلق مشروع فكل منهم قد بنى لنفسه أملاً والأمل هو الآخر حق مشروع فما قيمة الحياة بلا أمل ولكنهم مادروا أن وزارة التربية تصطاد آمالهم لتلقيها في سلة مهملاتها. ودعونا ننطلق من محافظة دير الزور.
1. خصصت وزارة التربية 60 فرصة عمل للمحافظة من كافة اختصاصات المدرسين المساعدين مع أن الشواغر وكذلك العاطلين عن العمل أضعاف مضاعفة وعندما لمح البعض لوزير التربية عند زيارته لدير الزور عن خيبة الأمل في قلة عدد الفرص هذه، قال وقوله الفصل (إذا كان هذا العدد لايرضيكم اتركوه لغيركم) فسكت الكل عن الكلام المباح ولم ينبس مدير التربية وقتها ولاغيره ببنت شفة خوفاً على الكرسي لأن الكرسي عنده وعند أمثاله أهم من مصلحة المحافظة وأهم من مصير طلابها وهو العارف بأن في مديريته آلاف الشواغر.
2. عندها قيل للسيد الوزير: إن هذه الفرص على قلتها تعطى في غالبيتها العظمى لأبناء المحافظات الأخرى أجاب (أليسوا مواطنين) وأضاف: سنقيد المتسابقين من أبناء المحافظات الأخرى بشرط الخدمة لمدة خمس سنوات في محافظة دير الزور وتجري المسابقة فما الذي حصل.
- مجمع تربوي في محافظة دير الزور وهو مجمع السوسة التعليمي لم يصل إلى أغلب مدارسه وعلى الأخص شهادة التعليم الأساسي مدرس رياضيات أو فيزياء أو كيمياء حتى هذا اليوم ونحن على أبواب امتحانات ـ أبناء هذه المنطقة أليسوا مواطنين؟
- 137 مدرساً من المحافظات الأخرى والذين جاء تشكليهم لمصلحة دير الزور لم يلتحقوا بالمحافظة حتى اليوم مع شرط الخدمة في المحافظة لخمس سنوات بعد أن أخذوا فرص غيرهم من أبناء المحافظة الفقراء والعاطلين عن العمل هؤلاء الذين غبنوا أليسوا مواطنين وطوابير الطلاب من وراء هؤلاء أليسوا مواطنين أم معنى المواطنة عند السيد الوزير إهليلجي لايعترف بالثبات، نقسم لكم يا سيادة الوزير بأننا بشر ومواطنون مثلك ومثل غيرنا من البشر وأننا نمتلك أحاسيس ومشاعر ونتألم كغيرنا من الناس إن وجدنا أبناءنا الذين صرفنا عليهم دم قلوبنا يتسكعون في الشوارع وقد حطمت وزارتك الكريمة آمالهم وإن لم يكن الأمر كذلك فماذا يمكن أن نقول لـ 98 متسابقاً من مدينة الميادين على سبيل المثال لم ينجح أحد منهم أحد في مسابقة المدرسين المساعدين الأخيرة وفي كافة الاختصاصات ومنهم المتفوقون ومنهم الأوائل أنقول لهم إن قوائم الناجحين معدة مسبقاً وإن فحص الأتمتة ماهو إلا طرق قانونية لتمرير هذه القوائم، أنقول لهم اقرؤوا الفاتحة على شهادتكم وعلى سني العمر التي ضاعت وعلى الآمال التي تبددت وعلى الأموال التي صرفت. أنقول لهم ليتكم تعلمتم صنعة منذ الطفولة تتعكزون عليها في مستقبل حياتكم، أما الآن وقد قسا عودكم فلم يعد بمقدوركم ذلك. لو أنصفت وزارة التربية لما أحوجتنا لكل هذه الأقوال ففرص عملكم فيها أكثر من عددكم بكثير وفي حال تدخل الروتين وعدم وجود الاعتمادات وماشابه ذلك فإنكم لاتريدون إلا أن يأخذ الحق مجراه وهو أن يكون تعيينكم وفق سني تخرجكم ووفق درجات محصلاتكم وليس على أساس ابن الست وابن العمدة.
- هناك عجز دائم وكبير في مدارس البوكمال كلها بالنسبة للكادر التعليمي، وهذا العجز يغطى من معلمي دير الزور والميادين والمعلمين القادمين من المحافظات الأخرى، وكان الصف الخاص في دير الزور يزود منطقة البوكمال بما تحتاجه سنوياً من خريجيه، حتى إذا مرت ثلاث أو أربع سنوات عاد معلمو دير الزور والميادين إلى ريفهم أو مدينتهم، وحل محلهم خريجون جدد وعاد أبناء المحافظات الأخرى إلى محافظاتهم، أما الآن وقد أغلق الصف الخاص بدير الزور، فقد كتب على خريجي الدورات الأخيرة من معلمي دير الزور والميادين أن يخدموا في منطقة البوكمال . . . . . .. أن يتقاعدوا أو يموتوا في حوادث السيارات كما يحصل لبعضهم بين فترة وأخرى، هؤلاء المربون وأغلبهم من الإناث، أليسوا مواطنين أم أن وزارة التربية تتبع في المواطنة سياسة برد وحر وعلى سطح واحد؟؟ ثم ماذنب الطلاب في ريف البوكمال في أن يشكل المعلمون الوكلاء غالبية كادره مع كل تقديري للكثير من هؤلاء المعلمين الوكلاء الذين رأيتهم يتفانون في عملهم؟ ولكن الغالبية العظمى منهم لاتملك الخبرة أو التأهيل، فلماذا لايعاد فتح الصف الخاص ليسد العجز المتزايد في نقص المعلمين إلى أن تستطيع كليات التربية سد هذا العجز؟ إن هذا العجز على أرض الواقع ويحتاج للحلول الفورية لا بأحلام وزارة التربية إن كان لها أحلام أم أنها تركت الحبل على غاربه.
2 ـ هناك في وزارة التربية اهتمام بالشكل على حساب المضمون، فكلنا يعرف أن التلميذ هو محور العملية التربوية وأنا مربي لأكثر من ثلث قرن أحفظ هذه الحقيقة عن ظهر قلب أما في وزارة التربية فالطالب وكذلك أهله غالباً مايكونون ضحايا العملية التربوية من خلال:
- (التطنيش) عمن يبتزون الطلاب وذويهم مادياً تحت سمع الوزارة وبصرها من بعض زملائنا ضعاف النفوس الذين يقصرون في دروسهم إن كانت لطلاب أحرار لم تتح لهم ظروفهم مواصلة الدراسة على مقاعد الدراسة أو لطلاب يتحولون من فرع لآخر أو لطلاب يودون زيادة في تمكنهم الدراسي شريطة ألا يكونوا من طلاب المدرس نفسه لأن المدرس المتمكن يستطيع أن يؤدي مهمته في الدرس على أحسن وجه ولي تجربة طويلة في ذلك. أما الآن وللأسف الشديد، ترى بعض زملائنا في صورتين: صورة إسقاط الفرض في الصف، وصورة المدرس المتمكن في الدروس الخصوصية، وهؤلاء المدرسون أصبحوا أشهر من نار على علم يعرفهم القاصي والداني وتعرفهم وزارة التربية ومديرياتها، وهم في الغالب (مدللون) مع أن قوانين التربية تفرض على وزارة التربية معاقبتهم ووضع حد لابتزازهم إن كانت جادة، إلا إذا كانت الفوضى والفلتان في وزارة التربية قد وصلا إلى مرحلة إبطال قوانينها.
الدروس الخصوصية بطريقة الابتزاز التي أشرت إليها أحد الأسباب في التدني الواضح في مستوى الطلاب التعليمي، فالفقير لا يستطيع دفع الأرقام الفلكية بالنسبة لجيبه، فكل درجة تكلف ذوي الطالب ألفا من الليرات السورية.
هذا حسب تقديرات ذوي الخبرة والمال من آباء الطلاب، والتقصير في الصف لم يعد مشكلة طالما أن الدرس الخصوصي يعوض هذا التقصير، وعلى الأب أن يسلم بالأمر الواقع ويدفع بالتي هي أحسن، وألا يكون عدوا لابنه وأم ابنه أحيانا لأنه لا يريد له النجاح والتفوق.والأمر الواقع صار عرفا وهذا العرف يبدو أنه قد تغلب على قوانين وزارة التربية.
ب- (التطنيش) أيضا على الأمليات (النوطات) التي تعج المكتبات بها والتي بدأت على ما أذكر بنوع من الأمالي الصغيرة على شكل أسئلة أو أسئلة وأجوبة تساعد الطالب في الدخول إلى عالم الكتاب وتسهل له فهمه وكان المدرسون يوزعونها على طلاب صفوفهم مجانا ويناقشونهم بمحتواها بقصد الفائدة.أما الآن فنراها بديلا للكتاب لا مساعدا له وغالبا ما تشوه وتضل الطالب في الوقت نفسه. ومع ذلك فهي مشكلة طالما أن فيها ابتزازاً للطالب وطالما أن وزارة التربية تغض الطرف عنها.
ج-هناك بعض الأمور الطريفة......... وشر البلية ما يضحك......... سأسوق بعضها لعلاقته بموضوع مقالتي هذه:
-1 صادفت قبل عامين تقريبا السيد مدير تربية دير الزور في ثانوية عبد المنعم رياض وهي الثانوية الأم في مدينة الميادين والتي (كانت)تصدر في كل عام عددا يتراوح بين عشرة وعشرين طالبا إلى فروع الطب والهندسة والصيدلة في جامعات القطر إضافة إلى ما تصدره من الطلاب إلى الكليات النظرية والعلمية الأخرى.كان كل ذلك العطاء ثمرة الجهود الصادقة والصافية التي كان يتمتع بها الجميع.ثم بدأ مستواها يتدنى (بفضل) إجراءات مدانة من القائمين على الأمر في وزارة التربية ولسنوات متتالية إلى أن بلغ عدد الناجحين في الثالث الثانوي الفرع العلمي في زمن قريب ثلاثة طلاب فقط ولم يقبل أي منهم في أي فرع من فروع الجامعة.التقيت بالسيد مدير التربية في هذه الثانوية وكان يوما من طلابها وكنت أتصور أنه جاء ليعالج ضعفها ويجبر كسرها فوجدته طيلة الساعتين اللتين أمضاهما في المدرسة يحاور مديرها في مقاعدها وطرق إصلاحها وترافقنا سويا إلى باب المدرسة وركب سيارته الفارهة وأنا أضرب كفا بكف وأحدث نفسي بصوت عال كالذي فقد عقله(المقاعد تحتاج إلى مسمار وبرغي أما بناء إنسان فيحتاج إلى رجال ليس كهذا الرجل وأمثاله)عندها عرفت جانبا من سر تدهور الحال في هذه المدرسة وفي غيرها من المدارس.
2 -عبارة جميلة تلك التي يرددها المسؤولين في التربية (التلميذ محور العملية التربوية) ولكي لا يبدو الترديد(ببغاوي)، ولكي لا أطيل أضرب المثل التالي: جاء في تعميم وزارة التربية رقم 1971/543(4/71) تاريخ 3/7/2003 التوجيه بتكليف موجهي التربية الرياضية من نفس أبناء المنطقة حرصا على الوقت والجهد والمال وسهولة المتابعة كما يقول التعميم، وعند التطبيق في مديرية تربية دير الزور وضعت مصلحة253 مدرسة وطلابها ومعهم تعميم الوزارة في كفة ومصلحة أحد أبناء الست في الكفة الثانية، فرجحت كفة ابن الست. وبين يدي الوثائق لمن يريد الاستزادة. على كل حال طالت المقالة وما زال عندي الكثير من الكلام، وكل ما أتمناه أن يعمل كل منا بإخلاص للوطن، فهو أمانة في رقبة الجميع.
والله ولي التوفيق