بين جسر الرشيد.. والمنصور
مدينة الرقة.. بكل ما فيها من عبق الحضارة، إذا جئت إليها سيؤلمك ما تراه من إهمال لتاريخها وحاضرها ومستقبلها المفترض، عبر إهمال مشهدها العام الذي لا يشجّع أحداً على زيارتها أو الإقامة فيها..
فعلى سبيل المثال، عندما تسير ما بين جسر الرشيد والمنصور، ستشاهد على الضفتين اليمنى واليسرى لنهر الفرات العظيم، أكوام القمامة والحفر الاستعارية يملؤها الزلّ والحلفا، وستتساءل مصعوقاً: هل هذه الرقة التي نقل إليها هارون الرشيد بلاطه من عام 796 إلى 808 م؟ وهل هذا هو ما يسمى كورنيش المدينة الجنوبي، أم أننا في عالم خرائب عفا عليها الزمن!؟
ليس صعباً أو مكلفاً عليكم أيها السادة المسؤولون في المحافظة، وبخاصة مجلس المدينة، إعادة روعة التاريخ وجماله وإحيائه منذ وجد الإنسان إلى أموييه وعباسييه ولنا نحن ورثة هذا التاريخ بشيء من الاهتمام، وتذكروا أننا مواطنون وكرامتنا من كرامة هذا الوطن الذي نفتخر به وبماضيه، ونطالب بأن يكون حاضره استمراراً وتطويراً له!!
■ الرقة - محمد الفياض