ماذا تراني أقول؟؟
ألقى الرفيق محمد علي طه كلمة باسم الشيوعيين السوريين أمام نعش الفقيد الأستاذ عبد المعين الملوحي في ساحة جامع الشيخ رسلان قرب باب توما قبيل انطلاق موكب التشييع إلى مدينة حمص صباح يوم الأربعاء22آذار، قال فيها:
أيها الراحل الغالي ...ماذا تراني أقول في وداعك أيها المعلم والأب
والرفيق، وأنت تغادر دمشق التي أحببتها للمرة الأخيرة، إلى حمص
والعاصي والصفصاف الذي ستنام في ظله المشتهى بعد غياب بدأ
قسريا ثم تحول إلى واقع فرضته ظروف الكفاح والعيش. وهل
لكلماتي القدرة، وهي التي استقيتها من معين لغتك التي كنت تغزلها
على مدى ثمانية عقود رايات مرفرفة مشرفة توشح صدر مكتبتنا
العربية شعرا ونثرا...ترجمة ودراسة ..نقدا وإبداعا. لقد كنت تنثرها
بل تطلقها مدوية هادرة دفاعا عن العدل والحق والإنسانية التي اخترتها وبكل القناعة نبضا لروحك وسراجا وهاجا لمستقبل أفضل وأجمل.. أأقول والكل يعرف أنك قد جهرت دون تردد أو خشية بانحيازك الواعي إلى صفوف الفقراء الكادحين، وأنك جبهت وبكل عنفوان الثوار الأحرار جبروت القهر والاستغلال والاستعمار، فكنت صيحة المظلومين وصرخة المحرومين المستضعفين في وجه أعداء النور والحرية، أعداء البشرية جمعاء، فحق لك أن تكون ملء عقولنا وقلوبنا حبا عطاء وتضحية!.
وداعا أيها المربي المناضل الصابر المتفائل أبدا بنصر الشعوب المكافحة،
وبزوال ليل الظلم والعبودية والنهب ..!
وداعا يا زيتونة الشام المعطاء شمما وكرامة ووطنية لا أطهر ولا أقدس!
وحسبي في وداعك أن أردد قولك الرائع :
وإن ثار في الأرض العبيد وجدتني
نصيرا لزحف الثائرين مواليا
وإن أرهق الشعب الطغاة رأيتني
على كل طاغ فيه أنقض بازيا
وهبت عيوني للشعوب بصيرة
ويعمي عيون الغاصبين رماديا
أمانيّ للدنيا وللناس كلهم
إذا ما.... تمنى المترفون الأمانيا
غدا يطلع الإنسان في الأرض كوكبا
تباهي به الأرض النجوم الدراريا
إنها بعض كلمات الوداع من رفاقك في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، تصدح بها شفاههم وقلوبهم حبا ووفاء واحتراما
أيها الراحل الكبير!!.