دفع فواتير الماء والكهرباء: «تعتير» وقلة واجب
منظر ازدحام المواطنين على كوى دفع فواتير الماء والكهرباء في حي الأشرفية وتوابعه من الأحياء الملحقة به في مدينة حلب، ، والذي يشبه إلى حد بعيد معظم مراكز الدفع المنتشرة في الأحياء الشعبية في مختلف المحافظات، يعيدنا إلى أيام اختناقات المواد التموينية ومشاكل الخبز وغياب معظم المواد الاستهلاكية في الثمانينات من القرن الماضي..
مركز واحد لمنطقة سكنية ضخمة يضم قلة من الموظفين والصناديق، في داخل غرفة صغيرة مسبقة الصنع تجعل المواطن يتردد كثيراً قبل الذهاب لدفع فواتيره، ولولا الخوف من الغرامة وقطع الخدمة لما وقف العشرات من الرجال والنساء في أجواء الصقيع الحلبية هذه الأيام، ليدفعوا الفواتير المترتبة عليهم.. والعجب العجاب هو الحجج التي تقدمها مؤسستا المياه والكهرباء لتبرير العجز عن دعم مراكز دفع الفواتير بموظفين إضافيين وبمكان يليق بمن جاء ليدفع ذمته المالية، والتي لاداعي لذكرها لأن الجميع حفظها عن ظهر قلب..
والسؤال: هل كان ليحدث ذلك لو كان هناك احترام للمواطنين، وهم الزبائن الإجباريون للمؤسستين؟ متى سيشعر الناس أنهم ليسوا فقط حاملين للمال (اليسير) ودافعي ضرائب؟؟
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن إقدام أكثرية المحاسبين على حسم الفراطة بحجة عدم وجودها عندهم أبداً وهي التي تشكل لهم فائضاً (حلال زلال) يقدر بعشرات الآلاف من الليرات لكل دورة دفع ولكل محاسب، فذلك بالإضافة للازدحام يجعل المرء يقرف يومه ويستعيذ من الشيطان الرجيم كلما حان موعد الدفع، يعني خسارة المال مع قلة احترام أثناء عملية الجباية.
وللمقارنة فقط انظروا كيف تتعامل شركتا الخليوي اليتيمتان في البلد مع حاملي النقود، حاملي النقود فقط؟؟.