عفواً... «الرحيبة» لا ترحب بكم!
لعل تقاليد الإهمال والمماطلة والتسويف التي تحكم عمل الدوائر الحكومية، هي التي تتبناها وتسير على هديها بلدية «الرحيبة» في محافظة ريف دمشق، حيث مازالت طرقات هذه البلدة تعج بالحفر والأتربة والغبار منذ وقت طويل دون أن تقوم البلدية بأية مبادرة لتغيير هذا الواقع..
الغبار المتصاعد من هذه الطرقات كلما تحركت فوقها السيارات، قادر على سد الأفق وتلويث مدينة ضخمة، فكيف بمدينة صغيرة؟ والحفر المنتشرة في وسط وعلى جانبي كل طريق من الطرقات الرئيسية والفرعية، يمكن أن تتحول إلى فخ قاتل في أية لحظة، ومن يريد التأكد فما عليه إلا أن يراقب أية سيارة قبل دخولها إلى «الرحيبة» وكيف تصبح بعد أن تقع في شرك طين وغبار ومطبات وحفر طرقاتها!!
الأطفال الذين لا حدائق تضمهم ليلهوا بها، والذين لا يمكنهم بطبيعة الحال البقاء في منازلهم طيلة الوقت، ما إن يخرجوا من منازلهم حتى يعودوا إليها متشحين بالأتربة والبقع الطينية، وما على الأمهات في هذه الحالة إلا أن يقومن بالغسيل والتنظيف يومياً على الرغم من الشح الشديد للمياه في هذه البلدة التي توشك أن يلتهمها التصحر..
الناس في «الرحيبة» لا يطالبون المجلس البلدي بالقيام بواجبه وتحمل مسؤلياته، فقد يئسوا من كثرة المطالبة والتشكي وما من مجيب، ولكنهم يرجون أن يدعي أي مسؤول كبير بالدولة أنه سيقوم بزيارة للبلدة، فعندها فقط سيسرع المجلس البلدي لتنفيذ واجباته المتراكمة منذ سنوات.. وعلى تحدّي!!