يحدث في كل مناطق السكن العشوائي

القصة هي دائماً ذاتها في كل المناطق والأحياء المخالفة والعشوائية في كافة المحافظات السورية.. حيث لا يجد الفقراء سكناً نظامياً إنسانياً لائقاً يحميهم من القر والحر والتشرد، فيضطرون للارتماء في أحضان السكن العشوائي الحنون..

ومع ذلك فإن أعداداً هائلة ومتزايدة من هؤلاء المواطنين الفقراء الذين لا يملكون إلا القليل من قوة عملهم.. يتهددهم النوم في العراء في أية لحظة، إذا ما قرر أولو الأمر هدم أكواخهم الصفيحية فوق رؤوسهم..

القصة هذه المرة من حمص.. وتحديداً هي خاصة بالعقار /1629/ قرب مديرية الفوسفات بحمص... والذي قامت مجموعة من تجار الأراضي ذات يوم ليس ببعيد ببيعه كخانات صغيرة للفقراء الذين جمعوا ثمن بيوت أحلامهم المتواضعة هذه عن طريق الاستدانة والقروض، وبتعاون غير شرعي بين نجاري البيتون وبعض مهندسي البلدية ضعيفي النفوس والمغتنين عن طريق الرشوة، تم التغاضي عن عمليات البناء المخالفة التي كانت تتم بشكل سريع، ولكن ما إن يهم أصحاب الغرفة والغرفتين بالسكن حتى تأتي الحملة المريعة للبلدية، لتهدم وتدمر بلا رحمة ولا شفقة، بحجة دائمة ومعروفة: بناء مخالف، أو استملاكات لا وجود لها في البيان العقاري، وهذا ما حصل في أواخر العام الماضي ويحصل الآن..

فما يفعل هؤلاء؟؟ هل يعود هؤلاء ليسكنوا بيوت الشعر مجبرين بعد أن هدمت بيوتهم البسيطة المشيدة بقليل من الأسمنت وكثير من البلوك الرخو، والمسقوفة بألواح من التوتياء والأترنيت البالي، أم يبقوا في خرائب بيوتهم المهدمة ليسكنوا (خيم أكياس القنب) محاطين بالطين ومياه الأمطار دون أي شروط صحية للسكن حيث لا ماء ولا كهرباء ولا تهوية..

بعض العائلات الكبيرة سكنت خيمة.. خيمة واحدة للجميع.. جميع أفراد الأسرة يقبعون فيها ويلعنون هذا الزمن الرديء الذي لم يبق فيه نصير واحد للمظلومين والفقراء... زمن السماسرة والتجار والمرتشين والفاسدين المفسدين في الأرض.. سمعت أحدهم وأنا أجالسه الخيمة يقول: إن الفساد عدو والمفسدون أعداء والمرتشون أنذال ولن يدوموا طويلاً.. نعم هم كذلك، ومثلهم مثل الأعداء المتربصين بالوطن من أمريكان وصهاينة.. هم معهم في خندق واحد...

■ حمص – مراسل قاسيون

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:32