مركز إيواء «المطلة»  جدران دون أسقف.. وشتاء ينذر بـ «كارثة»
حازم عوض  حازم عوض 

مركز إيواء «المطلة» جدران دون أسقف.. وشتاء ينذر بـ «كارثة»

مركز إيواء المطلة «على العظم» كما يقال في العامية، وهو عبارة عن هنغارات داخل بناء ضخم، وهذه الهنغارات غير مسقوفة، ما يثير مخاوف القاطنين هناك من برد الشتاء، وهم لا يملكون مدافئ أو أغطية.

 

يقطن في مركز إيواء المطلة حوالي عشرون عائلة نازحة من مناطق مختلفة هي: الذيابية والبهدلية والبويضة، بينهم حوالي 40 طفلاً، وهناك عائلتان من العائلات النازحة لديها 11 طفلاً.

دون سقف أو كهرباء

«نحن بحالة مبكية، حصلنا على (شوادر) لكننا قمنا ببيعها لنشتري الطعام»، كلمات موجعة قالتها «أم شهاب» وهي أم لـ 11 طفلاً أغلبهم «حفاة» ومنهم «عراة». واشتكت حالها وحال من معها بمركز إيواء «المطلة» في القنيطرة.

تقول أم شهاب: «زتونا هون على أساس المركز مخدم من كل النواحي» لكن، الواقع كان عكس توقعات أم شهاب والنازحون الموجودون في المركز فهم «دون كهرباء منذ 4 أشهر» وهو تاريخ نقلهم إلى مركز المطلة.

غياب للإعلام

أم شهاب طالبت الإعلام الرسمي بتحريك كاميراته لتصوير الحال «المبكي»، فهم «مهملون من الجميع» على حد تعبيرها، ولم يزرهم أحد إلا مرتين خلال الأشهر الأربعة الماضية.

محمد شاب يقطن في المركز، ويحاول يومياً التواصل مع من قد يساعدهم لتحسين حال المركز قبل حلول فصل الشتاء، الذي قد يكون «مأساة» بالنسبة إليهم، ويقول «لم نرَ أي طرف رسمي أو إغاثي، إلا مرة واحدة أو مرتين، وتم فيها تسليمنا شوادر ورُكبت خزانات مياه من قبل الهلال الأحمر، وأيضاً تم تسجيل النواقص والطلبات بناءً على ما تقدمنا به، لكن لم يتم تأمين شيء من ذلك حتى اليوم منذ حوالي الشهر والنصف!».

كارثة الشتاء

وأردف محمد: «الشوادر لا تفي بالغرض، ولا يمكن أن تحل محل السقف، وقد تم تسليم شادر لكل 3 أو 4 غرف»، مشيراً إلى أن «الهنغارات منخفضة عن سقف البناء الأساسي حوالي 5 أمتار، وهذا قد يكون كارثياً في فصل الشتاء».

الهنغارات التي يقطنها النازحون في مركز المطلة، عبارة عن جدران مقسمة كغرف دون أسقف، والأبواب «بلاكيه خفيف» وفقاً لمحمد، الذي وصف تجهيزات المركز بـ «هات إيدك والحقني».

معمل دهان!

عضو المكتب التنفيذي لقطاع الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة القنيطرة، زايد الطحان قال في حديث مع إذاعي: إن «سكان مركز إيواء المطلة، كانوا يقيمون داخل خيم في خربة الشياب بعد نزوحهم من قراهم الأصلية، وبعد الوقوف على حالهم، تم البحث عن مركز إيواء مناسب، فأخذنا موافقة وزارة الصناعة لإشغال معمل دهانات أمية الذي يقطنون به حالياً».

وتابع «قمنا بوضع العائلات ضمن الهنغارين التابعين للمعمل، وقمنا بتأمين المياه وتسليم الشوادر للعائلات».

لكن ما ذكره الطحان مازال غير كافٍ أو حتى يعتبر ضمن «أساسيات حياة أي إنسان» على حد تعبير بعض القاطنين، رغم أن الكثير من الأساسيات الأخرى غير متوفرة.

ضحية التداخل الإداري

معضلة التنسيق بين المناطق التي تتبع إدارياً لأكثر من جهة، لم تحل بعد بشكل عام، وقد زادت الطين بلة بالنسبة لسكان مركز إيواء المطلة، حيث أكد الطحان أن «الكهرباء في تلك المنطقة تتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق»، مشيراً إلى وجود مراسلات بين الطرفين أكثر من مرة،  لكن حتى اليوم لم يلمس النازحون أي شيء فعلي، فالكهرباء غير موجودة منذ 4 أشهر.

 

وعن عدم سقف الهنغارات، برر الطحان ذلك، بأن المحافظة لا يمكنها الإخلال بشروط ومواصفات البناء الأساسية، لكنه أشار إلى وجود «كشف تقديري» حول الأسقف، تم تسليمه لهيئة الإغاثة العليا، وهو حالياً بالمفوضية السامية للاجئين، على أمل إيجاد حل قريب لهذه المشكلة، وفقاً لحديثه.

حتى قضية المساعدات والمعونات الدورية، كانت ضحية التداخل الإداري أيضاً، فقد برر الطحان عدم حصول قاطني المركز على المساعدات، بأنهم غير مسجلين في فرع الهلال الأحمر بريف دمشق «كون الهلال الأحمر في القنيطرة  يعمل على أرض المحافظة فقط» على حد تعبيره، مقترحاً خياراً آخر ليس بالأفضل بالنسبة للسكان، وهو التسجيل «بجمعية المبرات»، وهذه الجمعية مقراتها في الزاهرة وجرمانا، أي أنها بعيدة جداً عن المركز، فـ «قضية المساعدات تخص محافظة ريف دمشق» على حد تعبير الطحان.

مطالب مستعجلة

العائلات الموجودة في المركز تطالب بـ «الكهرباء، والأسقف، ومستلزمات التدفئة، من مازوت ومدافئ وأغطية، ومساعدات غذائية»، وهذه المطالب تعتبر مستعجلة، وخاصة قبل حلول فصل الشتاء وتداعياته، كما أنها الحد الأدنى لمتطلبات الوجود الإنساني.

فهل من مجيب؟!.