ترهيب الطالب في كلية الاقتصاد مسلسل لا ينتهي

 تم إحداث قسم التأمين والمصارف في كلية الاقتصاد في ظل ما يبدو أنه انفتاح للعمل المصرفي والمالي في سورية, ولسنا هنا في خضم الحديث عن العلاقة بين الطلاب وخاصة الخريجين منهم بسوق العمل الجديدة المحتملة بقدر ما يهمنا السؤال المطروح: على أي أساس تم إحداث هذا الاختصاص؟ ويأتي هذا السؤال بعد معاناة الطلاب من نقص المواد العلمية المقدمة لهم والتي يبدو أنه لم يخطط لها جيداً.

فإلى الآن وهذه السنة الثالثة من تاريخ هذا القسم والجواب على أي سؤال يتعلق بماهية الكتاب للجامعي المعتمد للمادة المدروسة هو: الاختصاص جديد وليس هناك من كتب بعد, فترى هذا الدكتور يلزم الطلاب بنوتة ما، وآخر بمجموعة نوتات أو أوراق يحصل عليها الطالب من المكاتب المنتشرة خارج أسوار الكلية أو أجزاء من كتب مصورة، وكلها تتبع لمزاجية الدكتور. ليس كل ما سبق من حلول يبدو جيدا ولكن من غير المقبول ما صرح به أحد دكاترة هذا القسم لطلاب السنة الرابعة في هذا الفصل، وهو ما يتعلق بمادة تسويق الخدمات المالية حيث أقر أن المادة العلمية المعتمدة هي كتاب التسويق المصرفي للمؤلف السيد عبده ناجي وأن هذا الكتاب متوفر في إحدى الدول العربية وسعره يصل إلى نحو 2000 ل.س، وأن مؤلف الكتاب وافق على تخفيض سعره بالاتفاق مع الدكتور إلى 500 ل.س، ولكن بشرط أن يتم شراء 500 نسخة على الأقل أي ما يعادل 250000 ل.س. بالإضافة إلى حفظ الحقوق الفكرية للمؤلف، أي عدم السماح بنسخ الكتاب من باقي الطلاب. أثار هذا الموضوع استياء الطلاب فراحوا يطرحون الحلول والمقترحات على الدكتور نفسه وعلى رئيس القسم إلى أن جاء الرد حرفيا في المحاضرة الأخيرة لهذه المادة من الدكتور بأنه غير مسؤؤل عن تأمين الكتاب وأنه مسؤول فقط عن التدريس وإعلام الطلاب بماهية المادة العلمية وأن الطالب هو المسؤول عن تأمين الكتاب وعلى الطلاب التوجه في ذلك إلى إدارة الكلية وإذا لم يلبوا هناك فليتوجهوا إلى الاتحاد الوطني. ورداً على من استاء من ثمن الكتاب قال: إن ثمن الكتاب (500) هو سعر رمزي وأن جميع الكتب الجامعية تباع (بنفس السعر)

 وأن ما يدفعه الطلاب في كلية الاقتصاد من لحظة دخولهم لتخرجهم لا يعادل قسطاً واحداً في جامعة خاصة. وطبعا لم ينس الدكتور للحظة في المحاضرة الحط من شأن الطلاب وصب جام غضبه عليهم نظراً لمطالبتهم بحقهم في تأمين مادة علمية بسعر مناسب ومن بين ما قاله (عجبكم عجبكم وإذا ما عجبكم كيفكم, متى سنصل إلى مستوى الكليات التي تحترم نفسها).

تهجيج وتطفيش

هنا نود إعلام الدكتور بأنه لم يسبق أن بيع أي كتاب جامعي بكلية الاقتصاد بسعر 500 ليرة سورية و أن سعر 500 ليرة ليس بسعر رمزي لموظف لا يتجاوز راتبه 8000 و هو الرقم الذي اعتبره الدكتور نفسه الحد الأدنى للاجور بسورية بفرض أن هذا الموظف يعيل عائلته المكونة من 4 أشخاص فقط فما بالك بعائلات أخرى. طبعا هذا بالنسبة لراتب 8000 وهنا نود أن نعلم الدكتور أيضا أن هناك حد أدنى آخر للأجور وأن هناك طلاباً يعملون براتب لا يتجاوز 5000 في القطاعات الخاصة بدوام كامل 9 ساعات، وأن هناك طلاب يعملون لإعالة أنفسهم براتب لا يتجاوز 1200 بتوزيع الجرائد وما شابه ذلك.

منهج النكاية في التعليم

ثم ان الطالب ليس المسؤول عن تأمين الكتاب الجامعي بل أنت المسؤول .. نعم انت المسؤول باعتبارك جزءاً من الكادر التدريسي لهذه الكلية والمفروض أنكم المسؤولون عن وضع الخطة الدرسية للطلاب. اذاً فلتتعاون حضرتك مع إدارة الكلية لتأمين الكتاب.

وأخيرا نطالب إدارة الكلية بالنظر بموضوع هذا المقرر ومجريات المحاضرة خاصة بعد تهديد الدكتور الطلاب و توعده لهم بأسئلة صعبة جدأ بالامتحان بقوله (نكاية فيكم ستكون أسئلة الامتحان صعبة جداً). وإنهاء مسلسل التوعد والترهيب المستمر لطلاب هذه الكلية وهو ما تحدثنا عنه في أوقات سابقة وإيجاد حلول جدية لمعالجة مثل هذه الحالات المتكررة.

آخر تعديل على الأحد, 13 تشرين2/نوفمبر 2016 22:33