مسير الشباب الوطني التاسع إلى ميسلون.. على خطا الشهداء والمقاومين.. سائرون
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراقَ على جوانبه الدمُ
كانت تلك الكلمات الأخيرة التي قالها يوسف العظمة قبل أن يتوجه لملاقاة جيش الاحتلال الفرنسي في موقعة ميسلون الشهيرة، حيث سطر بدمه ودماء رفاقه أسطورة من أساطير الكرامة والصمود.
استشهد يوسف العظمة لكنه أصبح رمزاً من الرموز الوطنية والمقاومة التي نعتز ونفخر بها... وإحياء لذكرى هذا البطل العظيم ورفاقه الأحرار، قام شباب تيار قاسيون وأصدقاؤهم بالمسير الوطني التاسع إلى ضريح يوسف العظمة سيراً على الأقدام، تكريساً للتقليد الذي أسسوه منذ عام 1999، قاطعين مرة أخرى مسافة تقارب الـ 30 كيلومتراً، انطلاقاً من منزله في منطقة المهاجرين، رافعين الأعلام السورية والرايات الحمراء، منشدين الأغاني الوطنية، ومؤكدين أنهم على درب العزة والكرامة ودرب المقاومة والتضحية سائرون.. وليعيدوا التأكيد أنهم دائماً وأبداً سيكونون في مواجهة الاحتلال وأعوانه في الداخل والخارج..
ومع وصولهم إلى الضريح علت أصواتهم بالهتافات الداعية إلى المقاومة والصمود، وإلى الوحدة الوطنية.. علت تلك الأصوات الملتهبة بالحماس والإرادة، علت فوق مكبرات الصوت الضخمة... لتثبت أنها أصوات حرة لا يمكن إسكاتها أو إخمادها.
ربما نحن كشباب قاسيون لم نتمكن من دخول الضريح... في سابقة لم نألفها طيلة السنوات الماضية.
ربما لم نقف دقيقة صمت إجلالاً للشهيد يوسف العظمة...
ربما لم نسترح تحت ظل أشجار ميسلون كما جرت العادة، وربما لم نشرب من مياهها..
ولكننا أثبتنا أن إرادتنا وعزيمتنا لا يمكن قهرها أو النيل منها..
أثبتنا فعلاً أننا على درب يوسف العظمة سائرون.