استحمام الحكومة!...
ترتفع درجات الحرارة صيفاً، وليس للحكومة أي ذنب في ذلك.
لكن كلما ارتفعت الحرارة انخفض وزننا، وسالت وجوهنا كالماء، وبالتالي اضطررنا للاستحمام مرة تلو المرة حتى نشعر ببعض التماسك والانتعاش، لكن يبقى أمامنا واقع التقنين والسؤال الكبير: متى نستحم؟... قبل، أو بعد انقطاع الكهرباء؟!، لأننا متى انقطعت الكهرباء، سنتحول من جديد إلى بركة من الحر، ويخرب مزاجنا ونهارنا من جديد، وللحكومة ذنب في ذلك المزاج المخروب، والنهار المعطوب...
وإذا افترضنا جدلاً، أن الكهرباء لم تنقطع، لكن الماء انقطع، والماء أولى بالانقطاع، سواءً بحجة الترشيد أو التقنين، فلا بد حينها، أن يصبح السؤال: كيف نستحم، وبماذا، وهل نستحم تيمماً أو نفرك وجوهنا بالتراب؟!، وللحكومة ذنب أيضاً في ذلك القحط المصطنع، والخرمشة، والوجع...
أما إذا انقطع الاثنان معاً، فماذا يكون السؤال؟!... وعلى من يكون الذنب؟؟!!..
وفي حال افترضنا جدلاً آخر، أن الكهرباء والماء رافقانا كل نهار، على مدار الصيف، واستحممنا وشربنا وتكيفنا، وطبخنا ونفخنا، وعدنا واستحممنا وشربنا وتكيفنا، ونمنا واستيقظنا، وذهبنا إلى أعمالنا، وعدنا منها، وطبخنا و....الخ، فكيف سيصبح السؤال؟!.. وكيف ستصبح حياتنا، ونحن شعب اعتاد الحروب، واعتاد الهروب، ونسي طعم الراحة وسكنته الكروب؟!.. عندها فقط، ستستحم الحكومة من معظم ذنوبها العالقة، وحججها المارقة، وتستريح من نقنا، وتستفيد من دعائنا بطول عمرها، وهناء أمرها، عندها ربما ستكون حكومةً تمثلنا، لا حكومةً تمثل بنا، وسنحميها، ونحممها بأيدينا، من كل ما تحاول هي أو يحاول غيرها، أن يلطخنا أو يلطخها به!!...
لكن مع استحالة الافتراض الثاني، ومعرفتنا الدقيقة بأنه بعيد عن أسناننا، ومع كبر احتمال انقطاع الاثنين معاً، ومع استمرار كل الافتراضات المنقوصة، والمشاكل المرصوصة، سيبقى السؤال: ماذا تفعل الحكومة بنا؟.. ولماذا؟.. وكيف يا ترى ستكون لغة الخطاب؟!.. ومن يتحمل الذنب حينها؟!..
ومتى... وبماذا... ستستحم الحكومة؟!.