د. عصام الزعيم لـ «قاسيون»: يجب تطوير معهد التخطيط، لا إلغاؤه!

أجرت قاسيون اتصالاً هاتفياً مع د. عصام الزعيم وطرحت عليه السؤال التالي:

-هناك نقاش حالياً حول الدور المطلوب من معهد التخطيط. البعض يريد رفع مستواه إلى مستوى المعاهد المماثلة عربياً (الكويت ـ القاهرة) والبعض يقترح تحويله إلى مجرد مركز تفكير تابع لهيئة التخطيط وإلغاء صفته التدريسية -الأكاديمية، والحفاظ على صفته التدريسية - التدريبية فقط، وتشهد بعض المواقع الالكترونية اليوم مثل (الجمل ـ سوريا الغد ـ سيريايور ـ قاسيون) نقاشاً حاداً حول الموضوع بين مؤيد ومعارض، ما رأيك بكل ذلك؟.

ـ الدكتور عصام الزعيم: إن معهد التخطيط يعتبر مؤسسة أنشئت من أجل أهداف لا تزال قائمة ومطلوب العمل لإنجازها، منها العمل على خلق كفاءات عالية في مجال التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى وجوب حسن التعامل مع الموضوع البيئي والاستراتيجي..

 ما تغير هو أن قضية التخطيط تغيرت، ومحتوى النشاط الاقتصادي أيضاً تغير، وجرى تحول إلى نظام اقتصاد السوق، وأصبح التخطيط المركزي الذي يستهدف اقتصاداً مغلقاً، متقادماً، وبات المطلوب هو التخطيط لاقتصاد جديد في عالم مفتوح ومتقلب ومليء بالمنافسة.

ولكن، وفي الوقت ذاته هناك دائماً مجموعة من الأهداف الثابتة لأي تخطيط، وهي أهداف الإنماء، هناك حاجة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية، وكل هذه الأهداف تتطلب التخطيط، ولكن التخطيط الآن يجب أن يكون استراتيجياً ومتعدد المراحل، ويجب أن يكون مركزاً على القوى العاملة وعلاقاتها، أكثر مما يركز النقاط الجانبية والثانوية. أقول ولكل القوى الفاعلة المؤيدة للخطوة والمعارضة لها: إن هذا الموضوع، في هذا الوقت، مهم جداً، لأننا الآن في اقتصاد مفتوح. إن معهد التخطيط يحتاج إلى التطوير، لكي يتناول صيغ وقيم تخطيط أكثر انسجاماً واستجابة للواقع الجديد، ولكن هل يعني هذا أن المعهد يجب أن يلغى؟ قطعاً لا.

وهل يعني ذلك أن نستغني عن الكفاءات العاملة أو التي أنجبها المعهد؟ لا أعتقد ذلك.

 إن الكفاءات العاملة في المعهد وقد تكونت لديها خبرة واسعة، وأشرفت على بحوث وألقت محاضرات، هي كفاءات وطنية يجب الحفاظ عليها والاستفادة منها وتطويرها. ولكن في الوقت نفسه هناك حاجة لتوسيع حيز الخبرة في المعهد ودوره ومساحته، وأعتقد أن أي تعطيل له سيضر بالمصلحة العامة.