فيمن عشق الوطن.. وعفّ!! هشام باكير.. وداعاً
.. صباح الجمعة.. وقبيل صدور قاسيون.. وأنا أقرأ في كتاب قصة الاستبداد لأنظمة الغلبة في المنطقة العربية، فاجأني اتصال أحد الرفاق ينعيك لي ويعزيني بوفاتك.. وتحديداً كان المقطع يتحدث عن مقتل عمر بن الخطاب، وصراع التناقضات بين الارستقراطية القرشية الغنية.. والفقراء والمستضعفين الذين رفضوا خلافة عثمان.. وكانت أول فقرة في زاويتك التراثية الأخيرة، فيمن عشق.. وعف. عن عمر ذاته وهو يتفقد أحوال الناس.
هشام باكير.. يا من عشقت الوطن و عففت.. يا من كنت تقرأ ما بين السطور والكلمات في التراث.. لم أجد لرثائك إلاّ إيراد هذا المقطع من الكتاب الذي يتناول التراث الذي أحببته.. والذي كانت نهاية الفصل فيه تقول:
«انتهى عهد عمر.. والدولة الإسلامية تخطو حثيثاً نحو القوننة.. والمؤسساتية، وبالاحتكام للقوة في الاستخلاف.. أوصدت مجريات الشورى الني نسبت لعمر، والباب أمام حاكمية الشعب، محتكري السلطة مدى الحياة بصلاحيات قمعية، لأن القوة صارت حكماً يعطيهم الحقّ بأن يمتلكوا كل الأشياء غنيمة.. ويفعلوا ما يشاؤون..» ص356
هشام باكير.. ها هو اليوم، التاريخ يعيد نفسه.
الارستقراطية الداخلية الجديدة تماسيح المال يحاولون الهيمنة على الوطن بالمال، ويوصدون الباب أمام المشاركة الديمقراطية.
والارستقراطية العالمية.. تحاول الهيمنة على العالم.. بالقوة والمال، وتوصد الباب أمام الشعوب في محاولتها تقرير مصيرها.
هشام باكير.. عرفتك في دير الزور، وعرفوك فيها من خلال عشقك للمطالعة والتراث.. عندما كنت تؤدي خدمة الوطن، وعرفتك أكثر.. في قاسيون.
هشام باكير.. اعتزلتنا!! وأنت في باكورة عطائك.. فقدناك!؟
هشام باكير.. وداعاً!
■ دير الزور