التحديث بالارتجاج: من الإسفلت السيئ.. إلى الرصف الأسوأ

بعد الوجبة الدسمة المليئة بأنواع الأطايب المختلفة، التي حيرت معدتي كيف تهضمها، وكانت عبارة عن «سندويشة فلافل»، نصحني صديق، إذا أردت «التهضيم»، عليك بركوب سيارة أجرة (تاكسي) أو (سرفيس) لدقائق قليلة على الطريق النازلة من بداية جسر الرئيس باتجاه منطقة (الحلبوني) مروراً بالطريق بين المتحف الوطني والمتحف الحربي، إلى الطريق المحاذية للضفة الجنوبية لنهر بردى.

هذه الطرق التي تم جرف الإسفلت عنها ورصفها بالحجر البازلتي من قبل المحافظة. وعملاً بنصيحة صديقي ركبت سيارة (السرفيس) من أمام كلية الحقوق، ولم تمض لحظات حتى بدأت جلبة وضوضاء وقرقعة عجلات، ظننتها عجلات عربة خيل يختلط صوتها مع طقطقة حوافر خيلها، ولكن سرعان ما انتبهت إلى أن الطقطقة تحتي مباشرة، وأخذ جسمي يهتز كأن قشعريرة باردة ضربت كياني، ولحظة أخرى بدأ الألم يتراكم أسفل ظهري، ومع اهتزاز الصورة أمامي، زاغ بصري كأن الدنيا لوحة من لون واحد رمادي، وأخذ كل مفصل من مفاصلي يتفكك كأن بي مرضاً مزمناً، ومع ارتجاج الدماغ الذي أصابني وجدت صوتي يتهدج متلعثماً طالباً من السائق إنزالي كيفما اتفق، فتوقف، وفتحت الباب، ونزلت مترنحاً متعثراً وما زال الاهتزاز آخذاً بجسدي، وأظن أن أعراض هذه التجربة ما زالت ترافقني حتى هذا اليوم.

■  يوسف البني

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 12:26