الرفيق « سعيد دوكو » يترجّل
و وري الثرى الرفيق الشيوعي القديم «سعيد سليمان دوكو»، في حشد مهيب يوم ــ 31 أيار 2007، في قرية كرمسين التابعة لمدينة القامشلي, وذلك بمشاركة لافتة من شيوعيي مختلف الفصائل، والقوى والأحزاب الصديقة وجمع غفير من ذوي الفقيد ومحبيه..
تحدث الرفيق عصام حوج قائلاً: خرج من رحم هذه الأرض، وإليها عاد.. تعطر بعبق هذا التراب، وبقي وفياً له.. لم يرضَ بواقع الانقسام في الحركة الشيوعية، فكان من أوائل المبادرين إلى التوقيع على ميثاق شرف وحدة الشيوعيين السوريين..
ــ كلمة الحزب اليساري الكردي في سورية ألقاها سكرتير الحزب محمد موسى الذي أكّد أن العمال والفلاحين خسروا اليوم مناضلاً ثابتاً لم تلن له قناة في الدفاع عن مصالحهم، وخسر الشعب الكردي ابناً وفياً له ضد سياسات التمييز والظلم.
ــ كلمة آل الفقيد ألقاها الرفيق مجدل دوكو الذي أكّد من خلالها التزام أهل الفقيد بتلك القيم والمبادئ التي كرس الرفيق سعيد حياته من أجلها، معاهداً على متابعة الطريق تحت راية الماركسية اللينينية...
- كلمة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ألقاها الرفيق عبد الحليم حسين، قال فيها:
أيها الرفاق، الأخوة الحضور والأصدقاء، الرفاق الشيوعيون.. ممثلي الأحزاب الكردية الصديقة، الأخوة رجال الدين الأفاضل.. رفاق وأصدقاء وعائلة الرفيق الراحل أبو ماجد:
اليوم غيب القدر عنا رفيقاً عزيزاً.. الفقيد الراحل أبو ماجد غني عن التعريف بالنسبة لجميع الشيوعيين في الجزيرة، وكذلك على مستوى الحزب في سورية، حيث حضر أكثر المؤتمرات الحزبية منذ المؤتمر الثالث سنة 1969.
في كل تاريخه كان شيوعياً بكل معنى الكلمة. كان ناقداً بناءً في سبيل مصلحة الحزب على مستوى الكادر والوطن.
انتسب الفقيد الراحل إلى الحزب في منتصف القرن الماضي، وعمل كادراً حزبياً في ريف وقرى تل البراك والقامشلي وفي المالكية وريفها، وفي كثير من قرى الجزيرة الأخرى.
تبوأ مهاماً حزبية عديدة، وتدرج في الحزب، من عضو عادي إلى عضو لجنة المركزية في المؤتمر السابع، ودافع بشرف الشيوعي عن قضايا الفلاحين في قرى الجزيرة، وعن قضايا العمال على مستوى المدن في البلاد.
تم اعتقال الرفيق الراحل في بداية التسعينات من القرن الماضي، وبقي في السجن أكثر من سنتين بتهمة باطلة بحقه، والاعتقال جاء لأسباب سياسية محضة لنشاطاته الحزبية في قرى المالكية، ودفاعه المستميت عن قضايا الجماهير الفقيرة في المحافظة.
وعلى المستوى العائلي، ربى الرفيق الراحل أولاده وعائلته تربية شيوعية على فكر الحزب والنضال في سبيل قضايا الشعب العادلة. ويمكن القول إن عائلة الراحل هي عائلة شيوعية ملتصقة بالحزب.
واليوم ما أحوجنا إلى مناضلين أشداء من أمثال أبي ماجد، يناضلون جنباً إلى جنب مع القوى الشريفة في البلاد لمحاربة قوى الفساد وقوى الخصخصة، لذلك على شرفاء هذا البلد أن يتعرف بعضهم على بعض، لأن قوى الفساد موحدون في المصالح لنهب الدولة والشعب معاً، ولأن قوى الفساد ستكون نقطة العبور للعدو الخارجي لضرب الوطن.
كان الرفيق الراحل من أنصار وحدة الشيوعيين السوريين، وعمل ما استطاع من أجل تقريب وجهات النظر بين مختلف التنظيمات الشيوعية السورية، وكان له علاقات جماهيرية واسعة وسياسية مع مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية في المحافظة.
لقد آمن الرفيق الراحل بانتصار الأفكار الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، وناضل بثبات في سبيل انتصار راية الماركسية اللينينية، راية الطبقة العاملة في سبيل عدم استغلال الإنسان للإنسان واضطهاد شعب لشعب، وفي سبيل التحرر والتقدم الاجتماعي.
وفي هذا الوقت بالذات حيث تم اتخاذ قرار في مجلس الأمن بصدد تشكيل المحكمة الدولية التي تعد بداية تنفيذ مخطط جديد في المنطقة، وفي هذه الظروف تزداد المهام والتحديات أمام البلاد حيث يتطلب ذلك تمتين الجبهة الداخلية، وذلك بمحاربة قوى الفساد، والاهتمام بقضايا الشعب المعاشية والديمقراطية والسياسية ورفع الأحكام العرفية وقانون الطوارئ في البلاد.
أيها الأخوة الحضور
في يوم الوداع الأخير، نعزي أنفسنا برحيل الرفيق (أبو ماجد)، ونعزي أسرة الفقيد وأصدقاءه وكل الحضور الذين شاركوا من مختلف القوى السياسية والجماهيرية، ونتمنى لهم الصبر والسلوان، ونعاهد أسرة الفقيد أن نسير على الدرب الذي اختاره أبو ماجد، وأملنا كبير في أولاده وإخوته وأقربائه، أن يكملوا المسيرة التي بدأها أبو ماجد وسار عليها طول حياته.
ستبقى ذكراك عطرة يا أبا ماجد لدى كل الشرفاء.
يذكر أن الرفيق سعيد عضو في الحزب منذ أكثر من خمسين عاماً، لم يغادر صفوفه في مختلف الظروف، وعمل في العديد من المنظمات الحزبية في مدن وقرى الجزيرة ، وكلف بمهام حزبية ذات طبيعة خاصة لمساعدة الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي في الثمانينات.
إن لجنة محافظة الحسكة لوحدة الشيوعيين السوريين تشكر كل من شاركها مراسم العزاء من الرفاق في الفصائل الشيوعية، والحركة الكردية، وشعبة ريف الحسكة لحزب البعث العربي الاشتراكي، والرابطة الفلاحية، وكل الأصدقاء والمحبين وتؤكّد أن القيم والمثل التي ناضل الراحل من أجلها في أيد أمينة..