محافظة الرقة.. مهرجانات وفساد
اختتمت فعاليات مهرجان الطلائع في مدينة الرقة يوم السبت الموافق 26/4/2008، وكان المهرجان ناجحاً بحسب التقييمات، بل من أنجح المهرجانات، لم لا؟ وقد بلغت تكلفته، حسب ما هو متداول على ألسنة الناس والمسؤولين، نحو 250 مليون ليرة سورية، حيث بلغت تكلفة ترميم المدارس وحدها 108 مليون ليرة، بحسب مديرية الخدمات الفنية في المحافظة، أي ما يعادل قيمة إنشاء عشر مدارس مجهزة بشكل مميز.
هل من المفترض أن تكون المدارس مكسوة بالحجر الأبيض من الخارج حتى ينجح المهرجان؟ مع العلم أن باحاتها لا تتسع لعدد الطلاب الموجود في تلك المدارس.
لقد فرحنا لفرح وبهجة أطفالنا بالرقص والعروض المسرحية لمدة خمسة أيام متواصلة، وكان ثمن هذا الفرح إنفاق هذه المبالغ الخيالية، فهل يبدو هذا منطقياً؟ إضافة إلى ما يتندَّر به المواطنون من أخبار الولائم والعزائم التي رافقت المهرجان، ففي قرية «حاوي الهوى» مثلاً تم ذبح ستين رأس غنم احتفالاً وابتهاجاً!!
فهل من المنطق أن هدر المبالغ الطائلة واللحوم، بينما يعاني أهل البادية وقطعان ماشيتهم في هذا العام من نقص شديد بالغذاء والماء؟
لقد أرسلت الدولة المعونة لأهل البادية السورية وللمتضررين من الجفاف الذي أصاب المنطقة في هذا العام، وذلك بتوجيه من رئيس الجمهورية، ولكن يبدو أن اللجان التي كلفت بتوزيع المعونات، كانت تحمل أكياساً مثقوبة، فبحسب تصريحات بعض المواطنين فإن المعونة التي قدمت لا تكفي العائلة الواحدة لأكثر من يوم أو يومين، ناهيك عن الأخبار المتداولة بين الناس عن أعمال النصب التي حصلت باسم المعونات، ومنها أن رجلاً مر بإحدى القرى وادَّعى بأنه ومن معه من لجان توزيع المعونات، وفعلاً بدأ بتوزيع الفروج والبيض على أهل القرية (مع أن هذه المواد ليست في قائمة المعونات)، وفي اليوم التالي عاد ليدَّعي أنه أتى من أجل استبدال أسطوانات الغاز الفارغة بأخرى ملآنة، طبعاً أهل القرية صدقوا ذلك الرجل، فأغلب أهالي المنطقة من المواطنين البسطاء، لكن أسطوانات الغاز ذهبت ولم تعد.
هذا الكلام متداول بين الناس، فإذا كان صحيحاً يجب التحقق من مدى صحته ومعاقبة المسؤولين عن هذه السرقات، وإذا كان كاذباً فمن له المصلحة في ترويج هذه الشائعات؛ ولماذا لم تكن كاميرا التلفزيون مرافقة لأعمال توزيع المعونات حتى يرى الجميع كيفية سير هذه العملية؟