نشل في وضح النهار
ازدادت في الاونة الأخيرة، بشكل ملحوظ ومثير للجدل، عمليات النشل المنظمة في شوراع العاصمة ومحيطها، متخذة أكثر من طريقة وأسلوب وبعضها يبدو جديداً لم تعهده مدننا من قبل.
فقد علمنا من بعض المواطنين الذين تعرضوا للنشل أن أشخاصاً يركبون دراجات نارية ويضعون خوذاً على رؤوسهم يقومون بالتجوال في بعض الشوارع الجانبية، مترصدين فرصة سانحة للانقضاض على ضحاياهم (التي غالباً ما تكون من النساء)، وينفذون عمليتهم بسرعة من خلال التقدم إلى الضحية، وسحب حقيبة اليد بطريقة خاطفة، ومن ثم الفرار بعيداً، بحيث لا يعود الصراخ ليجديهن ولا حتى التجاذب مع اللص، لأن المعركة محسومة غالباً لغير صالحهن!.
ولم يقتصر القيام بهذه الأعمال الإجرامية الغريبة عن مجتمعنا على ظلمة الليل، ففي وقت كانت الشمس فيه تضيء كبد السماء، حوالي الساعة الخامسة من مساء يوم الأربعاء 12/9/2007 نقلت المواطنة "فاديا فرنسيس" إلى إحدى المستشفيات القريبة من كنيسة السيدة في حي القصور، بعد تعرضها لكسر في الكتف إثر عراكها مع أحد اللصوص الذي حاول انتشال حقيبتها عن كتفها فلم يتأت له الأمر بسهولة نتيجة تعلقها بحقيبة يدها، مما دفعه إلى إسقاطها أرضاً قبل انتشال الحقيبة والفرار على متن دراجته النارية بعيداً عن العيون.
والخطير في الأمر أن كل ذلك يحدث ويتكرر حدوثه بينما لانجد أي حضور فاعل وحقيقي للشرطة المنوط بها حماية المواطنين، ففي حادثة أخرى مشابهة، تعرضت المواطنة "كاملة مهنا" لعملية نشل سريعة في الشارع الذي يمر خلف ملعب العباسيين في الساعة السابعة مساء من الثلاثاء 18/9/2007، ورغم احتفاظ ذاكرتها بملامح اللص الذي هاجمها، لم يقبل المناوبون في قسم شرطة القصاع (وحتى إعداد المادة) لم يقبلوا بفتح ضبط بالحادث.
فإلى من سيتوجه المواطنون لتحصيل حقوقهم؟ وما هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا النوع من السلوك الإجرامي الذي أخذ بالظهور في شوارعنا؟ هل هو العوز الذي بات واقعاً يعيشه معظم الناس؟ أم هو بتقصير رجال الشرطة والأمن الجنائي وبالتالي وزارة الداخلية في ممارسة مهامهم الحقيقية بالمحافظة على أمن المواطنين؟