الصيدلة حرفة سوق أم فرع تعليمي
لفت نظري وأنا داخل إلى إحدى صيدليات بلدة قباسين التابعة لمدينة اللباب في محافظة حلب نقاش ساخن بين صاحب الصيدلية وامرأة عجوز فانتهى النقاش وخرجت العجوز من الصيدلية، فسمعت صاحب الصيدلية يقول للشاب الذي يعمل عنده والذي لم يتجاوز من عمره الخامس عشر (كدت أن تودي بحياتها) لأنه أعطاها دواء غير الدواء المذكور في الوصفة فهذا خطأ من عدة أخطاء ***
يومياً في صيدلياتنا وسببها أن الصيدلية أصبحت حرفة سوق ومثلها مثل حرفة النجارة والكهرباء وميكانيك السيارات وغيرها من الحرف الأخرى التي تعودنا أن نضع أولادنا الذين فشلوا في دراستهم ليتعلموا إحدى الحرف الموجودة في السوق فلو قدّرنا قيمة الأخطاء التي سترتكب من قبل هذا الصيدلي الصغير المتدرب لوجدنا أبسط خطأ سيودي بحياة الكثير من المرضى فالمريض يأخذ الدواء كي يتعالج ليشفى وليس لأن يلقى حتفه فتمضي سنة وسنتان ليصبح لدينا صيدلي جديد ويفتح صيدلية باسم إحدى الصيادلة ذوات النفوس الضعيفة الذين درسوا الصيدلة للتجارة بشهادة الصيدلة فقط وليس لإفادة الناس فلذلك نرى أن على وزارة التعليم العالي أن تلغي فرع الصيدلة في جامعاتها لأننا أصبحنا لسنا بحاجة لأن ندرس خمس سنوات ليسمح لنا أن نفتح صيدلية باسمنا ونحن نستطيع أن نفتح صيدلية بعد تدرب سنة أو سنتين على الأكثر. فبلدة قباسين هذه يوجد فيها عدة صيدليات ولكن فعلياً يوجد فيها صيدلي واحد على رأس عمله فمتى ستفوق مديرية الصحة من نومها لتوقف صيادلتها العصريين من العبث بأرواح البشر.