أيها الشهداء.. عفواً!!
لم يتسنّ هذا العام لمن يوصفون بأنهم أحياء، أن يحتفوا بنظرائهم الشهداء.. فالكارثة الحكومية التي نزلت بهم وعليهم أفقدتهم صوابهم، وربما كل ما يؤمنون أو يعتزون به، ولم يجدوا أنفسهم إلا وهم يلهثون وراء ربطة خبز جامحة يطعمون منها عيالهم الذين أصبحوا مهددين بوجودهم ولقمتهم، وأحلامهم، وإحساسهم بأنهم بشر يحيون في مكان يدعى: الوطن..
من يوصفون بأنهم أحياء، يوقنون بأن هناك من يسعى الآن للتفريط بكل ما قضى من أجله الشهداء، ويتساءلون ببراءة لم تعد مبررة: لماذا يكنُّ لنا هؤلاء كل هذا العداء.. ألأننا بسطاء، ونمشي (الحيط الحيط، ونقول: يا رب، السترة)؟؟
من يحسبون أنفسهم أحياء، ما يزالون حتى هذه اللحظة الجائرة يستجدون من لا يجب أن يُستجدى، ويستعطفون من لا يجب أن يُستعطف، وينتظرون العطاء ممن لم يعتد إلا على المنع والحجب والتقتير والإعراض والاعتداء على لقمة المستضعفين من الكادحين..
أيها الشهداء.. أنتم الأحياء الأحياء.. ونحن الأحياء الأموات.. وغداً، إن بقينا هكذا، سنكون الأموات الأموات.. فاعذروا بلادتنا وقلة حيلتنا..