كيف أصبحت شيوعياً؟
توالى شريط الذكريات يشدّني
إليه وفاءٌ لا يهونُ.... كبيرُ
أعزاءنا القراء المحترمين.. تصلنا العديد من رسائلكم تحمل ملاحظاتكم وتشجيعكم، ولعل الرسالة التالية التي وصلتنا من إحدى الرفيقات تعكس صورة صادقة عن رسائلكم فاقرؤوها معنا:
«بعد التحية.. أتقدم إليكم بالشكر على جهودكم في سبيل إيصال أصوات الشيوعيين إلى بعضهم بعضا، إن ما دفعني إلى كتابة هذه الرسالة هو اعتقادي أن احترام أي عمل أو جهد مبذول لا يكون فقط بتلقيه وتقبله، وإنما بالمشاركة فيه ومحاولة تطويره بالأدوات المتاحة، وإن التقييم وإبداء الرأي هو أحد أهم هذه الأدوات.
فيما يتعلق بالزاوية فقد أعطت صدى إيجابياً، وتكمن أهميتها حسب رأيي أنها عرّفت القراء بالكثير من الشيوعيين الموجودين على امتداد الوطن.. عرفتهم بتاريخ هؤلاء الرفاق وما قدموه من أجل الحزب، واستطاعت أن تستفز ذاكرة الكثيرين، ودفعتهم للمشاركة وإبداء الرأي حول بعض القضايا الهامة، ومنها قضية وحدة الشيوعيين السوريين، واستطاعت أن تلامس المشاعر والحس العام لديهم، وهو ما ظهر جليا من خلال تأكيدات كل الرفاق المشاركين أن ما يجمعهم أكثر وأهم بكثير مما يفرقهم، وهذا مؤشر هام في العمل السياسي والحزبي لقياس النبض العام لما هو مشترك وجماعي بين الرفاق أبناء الفكر والحزب الواحد رغم تعدد الفصائل التي تضمهم.
أما من حيث الشكل، فأحد أسباب نجاح الزاوية هو بساطة السؤال المطروح وتركه مفتوحا أمام الرفاق ليتحدثوا بصراحة وصدق وببساطة أيضا (دون توجيه من أحد)، سواء عما يخص تاريخهم الشخصي في الحزب أو ما يخص آراءهم السياسية الحالية لبعض مشكلات الحزب وتقييم تجربتهم، وأرجو أن تغطّي الزاوية كافة المناطق وبخاصة أن الحزب استطاع في أوج جماهيريته التغلغل في أنحاء سورية كافة. وعلى الرغم من وجود صعوبة في وصول الزاوية إلى جميع الشيوعيين داخل وخارج التنظيمات، فمن الممكن حل هذه (المشكلة) عن طريق الهاتف أو تكليف عدد من الرفاق في المحافظات بلقاء الرفاق القدامى والكوادر الذين أسهموا بصنع تاريخ الحزب.
ومن ناحية أخرى يوجد تقصير ملحوظ في حق المرأة الشيوعية السورية، إن الشيوعيات في سورية شاركن إلى جانب الرفاق في الحياة السياسية والحزبية، وكان لهن وزن حقيقي على المستوى السياسي، فلماذا لا يصار إلى اللقاء بهن ونشر تجربتهن بالعمل السياسي والحزبي؟!!
وأخيرا هناك اقتراح جدّي: نظراً لوجود نقص وتقصير في تدوين تاريخ الحزب عامة، وهذا ما أثارته الزاوية التي قدمت الكثير من المعلومات التي كانت مغيّبة وكان من الممكن أن تظل كذلك وتموت بموت أصحابها، والقليل الذي ينشر في الزاوية يظل في إطار التاريخ الشخصي للرفاق الذين تستضيفهم الزاوية، ومشكلة المعلومات الموثقة أو المدونة في مجال تاريخ الحزب تواجه الشباب خصوصا عند رغبتهم في معرفة تاريخ حزبهم بشكل عام، ويظل كل ما كتب في هذا المجال جهداً شخصياً لبعض الرفاق الذين كتبوا سيرهم الشخصية، وأيضا يكون فيها مشكلة أن التاريخ هنا يدوّن وينظر إليه من وجهة نظر من كاتبه، (وأحيانا يبتعد به عن المصداقية)، وكمثال على ذلك ما كتب من مذكرات شخصية لبعض رجالات الحزب، فكل منهم يعطي المعلومة حسب رأيه الشخصي، لذلك أقترح عليكم أيها الرفاق في صحيفة قاسيون إنشاء صفحة على موقع قاسيون تخص تاريخ الحزب عامة وتشمل كل الفصائل والرفاق تحت عنوان (من تاريخ الحزب)، يتم فيها جمع المعلومات سواء مما ذكره الرفاق الذين تستضيفهم الزاوية أو المعلومات التي يبعث بها الرفاق أو المعلومات الموثقة والمعتمدة (بعد تدقيقها) وشكرا لجهودكم… الرفيقة أ _ أ ».
تلك هي الرسالة.. ونحن ننتظر المزيد من مشاركاتكم وملاحظاتكم، وبخاصة أننا على مشارف الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. وكل عام وأنتم بخير.