سمير عباس سمير عباس

يوميات مسطول إعلان إنشاء الجمعيّة السوريّة لمكافحة الدردري

نعلن ـ نحن المساطيل السبعة ـ أننا قررنا بالإجماع إنشاء جمعية مكافحة الدردري، وذلك للأسباب التالية:

إن الدردري وشلته يتسببون بجوع شامل في البلاد ويعملون على انتشار الأمراض المستوطنة والأمراض النفسية، حيث ترى المواطن المسكين يكلم نفسه في الشارع، ويسير هائماً على وجهه، فإذا سألته: «شوبك يا مواطن»؟ يجيبك وعيونه زائفة: «دردري دردري»!!

والأولاد يهربون من مدارسهم (يبيعون العلكة وهم بغاية التعب) فإذا سألتهم: «ولاه! إنت واياه ليش هربانين من المدرسة»؟ يجيبونك بحقد: «دردري دردري».

ويقال إن الزوجات يحضرن السواطير وأكياس النايلون لذبح أزواجهن وتقطيعهم لأنهم لم يعودوا يجلبون الطعام للمنازل، وأن الزوجة تجلس في المنزل وعيونها ساهمة وتتمتم: «دردري دردري».

والغنم في البادية تكاد تموت من الجوع وتتجمع في مظاهرات ممنوعة صارخةً: «ماع. ماع. دردري. ماع»، والشرطة تعتقلها وتعدمها وتشويها على الفحم..

ووصل الأمر إلى الفئران التي تموت من الجوع كل يوم، وهنالك إشاعة أنها تتجمع حاملة لافتات مكتوب عليها: «اطعموا الناس منشان يكبوا زبالة.. ونأكل.. يسقط الدردري»!.

أما القطط، فلم تعد تصيد الفئران لأنها لا تحب العظام، والفأر المسكين لم يبق منه سوى العظم والجلد. وتكاد تموت من الجوع لأن الناس لم تعد ترمي الزبالة.

ونعلن نحن المساطيل السبعة أننا نطلب من كل مواطن شريف مكافحة الدردري بالمبيدات، وبكل أنواع المكافحة، بما فيها المكافحة العضوية، كأن نأتي بدردري ثان، ونفلت أحدهما على الآخر فيأكلان بعضاً.

 ونعلن أنه بنهاية عملية المكافحة واستقرار البلاد وعودة الطعام والدفء والأدوية والدراسة، نكون قد أدينا مهمتنا، وتعتبر الجمعية محلولة.

حينها نفكر على سطلة بجمعيات أخرى.