امتحانات المفتوح.. وتفتيح الجروح

في هذه الفترة، ومع نهاية محاضرات الفصل الدراسي، ودخولنا قاعة الامتحان لنختبر معارفنا وجهودنا، تبين لنا أن هذا العام لم يختلف عن مثيله الماضي بمنطلقه فقط، بل تباين بمنطقه أيضاً، فالامتحانات وطريقة التعاطي الغريبة مع الطلاب داخل القاعات، أثبتت من جديد نظرة البعض لنا، كطلاب تعليم مفتوح في جامعة دمشق، أننا طلبة من الدرجة العاشرة، لا الثانية، بل إن البعض ما يزال يعدّنا، وفق منظور مريض، غرباء ومعتدين على الدراسة الجامعية.

هذا العام، كما كل عام، ومع بداية دخول الطلاب قاعة الامتحان باشر المراقبون على اختلافهم بموجة من الغضب والصراخ و(الزعيق) المستفيض، لتملأ أصواتهم جدران القاعة بصداها المزعج والمربك، ما أفقدنا الجزء الأكبر من التركيز، وأبعدنا عن أجواء الهدوء المأمول، مع تصاعد واستمرار حالة هؤلاء المراقبين بالتوتر، على امتداد الساعة الامتحانية.

بعض الطلاب شعروا وكأنهم في (سوق الخضرة)، لأن الأصوات كانت تأتي من كل حدب وصوب، أو أنهم أمام جوقة زجل مزيف، يتبارى فيها عمالقة المراقبين بقوة حناجرهم وجهور أصواتهم.

 والأكثر سوءاً من كل ذلك، هو التذكير الدائم والحثيث في كل ثانية بالوقت المتبقي، بما يشكله من إرباك وإزعاج لأي طالب داخل قاعة الامتحان. 

أما الأسئلة الامتحانية، وأخص بالذكر قسم الإعلام، السنة الثالثة، فليس مصادفة خروج معظم الطلاب من قاعاتهم وهم في حالة من الذهول، وشبح الأسئلة المؤتمتة يخيم فوق الرؤوس، وكأن العفاريت عادت للظهور من البوابة الجامعية.

هذا العام حمل في طياته صعوبة نوعية بالأسئلة المعدّة، إذ كانت تعجيزية بجزئياتها، وانتقامية بأسلوبها، (فما أحلى أسئلة جورج قرداحي، في برنامج من سيربح المليون)، فنحن لا نريد المليون، بل تكفينا الخمسون لكي ننجح.

كلنا نعرف أن المفاضلة بين أجوبة النموذج المؤتمت، تعتمد أساساً على المعلومة، ولكن الملفت أن يعتمد التفريق على المعنى اللغوي للكلمة، وهذا ما أتحفنا به العديد من دكاترتنا الأفاضل، فما عدنا نعرف إن كنا نُمتَحَن بالإعلام الدولي، أو بمادة اللغة العربية؟.

لذلك يحق لنا أن نتساءل، ونسألكم: ما الذي يخفيه هذا السلوك؟ خصوصاً أنه ليس فردياً ومحصوراً بشخص، بل يكاد يمثل منهجية عامة!! وهل سنشهد تتابع خطواته في الفصول والسنوات القادمة؟! ونُبشِّرُ بمواسم جفاف «أتمتي» مترافقة باستقبال دفعات مراقبين جدد من معهد الصراخ الصاخب؟!