يوميات مسطول ... هذا اللي كان ناقصنا
ياجماعة الحالة حالة بالبلد، ما في شي راكب، والدنيا خربانة، وصلت الحالة أنو شركات الإنشاءات العامة قامت مشكورة ببناء صوامع حبوب، فطلعت الصوامع معمرة بتراب بدل الأسمنت!!
كله صابرين عليه، وأخذنا قرار (نحن شلة المساطيل السبعة) أنو ما في مشكلة ما بتتصلح. وأنه بعد الضيق يأتي الفرج، ولكن... كله إلا الثقافة.
المشكلة أنو الخراب طال الثقافة كمان!! كانت الحال ماشية، وتوجد بالوزارة هيئة للتأليف والترجمة تتابع الإنتاج الثقافي. وكانت شايلة الوضع، وعم بتقدم الإنتاج الثقافي الوطني، وعبترجم الأجنبي.
وباعتبار دوام الحال من المحال. جابو لنا، الله يسترنا، مدير جديد للتأليف ذو مواهب خاصة، ومشهور، حقق مخطوطات عن تاريخ دمشق.. حلو...حلو كتير... صاحبنا في الحقيقة جاب دراسات لآخرين ونسبها لنفسه، بعدما حذف منها وشوهها، وعلى هذا الأساس أصبح «مفكراً»، يعني مثل بناء صوامع حبوب بالتراب بدل الإسمنت، شو الفرق؟!
أما مديرة الترجمة فاختصاصها اللغة العربية، يعني شو دخلها باللغات الأخرى، وكيف صارت مشرفة على الترجمة؟ يعني هالشي بيشبه اللي صار لما عينوا مدير لمعمل الكبريت يحمل شهادة ثانوية أدبية. ولما يئس ضبط الغلة وساق، شو الفرق؟
والمشكلة بوزارة الثقافة لا تزال مستمرة، وهنالك سوابق بالشطارة بها الكام سنة الماضية، شي بيقدم المدير كتاب لوليد إخلاصي وبحط سيرته الشخصية هو!! وهي سابقة لم تحدث في العالم من قبل. وشيء بيعمل فضيحة بالوزارة، بوضع اسمه على كتاب ألفه أسير الجولاني محرر عن تجربته. ثم يطالب بنسبة من مكافأة الأسير!!! هي يا جماعة ليست سابقة فقط، بل هي أشبه بتصرفات قطاع الطرق.
باختصار الحالة تعبانة، و الثقافة عم تنبلع كمان، والنشر عم بيوقف، يعني الخراب رح يوصل لعقول الأجيال الجديدة. تصوروا أن المدير السابق كان حاطط برنامج «ثقافي» بنشر سلسلة «كيف تحافظ على صحتك»!! وتارك الأدب والشعر والتاريخ... الخ، ولو أطال الله بمنصبه لأصدر سلسلة عن الطبخ، وسلسلة «كيف تحبب النساء بك»، وسلسلة «كيف تمسّح جوخ».
وأنا شايف طالما صارت الموضة بالبلد هيك، أنو صير أنا كمان مفكر... بجيب قصة الحضارة لـ«ول ديورانت»، وبكتبلو مقدمة بقلم مسطول، وبحذف شوي منه، فيصبح اسمي: المفكر مسطول. وكل عام وأنتم بخير