المركز الإذاعي والتلفزيوني في دير الزور.. فساد ساذج!
يبدو أن المراكز الإذاعية والتلفزيونية في بلادنا ذات الميزانيات المحدودة نسبياً، قد بدأت بإنتاج مسلسل فسادي قد تطول حلقاته وأجزاؤه حسب إمكاناتها، عنوان هذا المسلسل هو الفساد، وأبطاله هم من القائمين والمشرفين على هذه المراكز، الذين إصابتهم غير مفاجئة على ما يبدو من زملائهم في مواقع أخرى أكثر غنى، فراحوا يحاولون إثبات جدارتهم في تحويل مؤسساتهم إلى بؤر للفساد والإفساد، رغم أن مهمتها الأساسية هي التربية والتثقيف ونشر الوعي الوطني.
ما حصل مؤخراً في المركز الإذاعي والتلفزيوني في دير الزور قد يكون خير شاهد على هذا النموذج الإضافي.. فالبداية التي تمكّنا من متابعتها، كانت عبر تزوير عقد استئجار ميكروباص، كان من المفترض استقدامه لصالح المركز المذكور، ولكن بدلاً من استئجار ميكروباص يتسع لعشر أشخاص كما ورد في العقد، قام مسؤولو المركز باستئجار سيارة فان من طراز هونداي (2000) تحمل رقماً مزوراً هو /471806/ (رقمها الأصلي هو /471701/) بعد أن قاموا بالتغرير بسائق السيارة البائس، الذي وجد نفسه بلا حول ولا قوة أمام العرض المقدم له، هذا فضلاً عن أن ذلك العقد المزور مسجل باسم موظف في مؤسسة إكثار البذار، وهذا بحد ذاته يعد مخالفةً للأنظمة والقوانين.. وهكذا، وبقدرة قادر تحول الميكروباص، الذي كان من المفترض به نقل موظفي المركز، إلى سيارة سياحية خاصة يستعملها من قام بعملية التزوير لأغراضه الشخصية.
مبدئياً.. نضع هذه المعلومات الأولية عن المركز الإذاعي والتلفزيوني في دير الزور بين أيدي الجهات الرقابية، مؤكدين أن لدينا الوثائق التي تثبت تورط الإدارة في هذه العملية الساذجة.. وسنقدمها لمن يهمه الأمر.. ورجاؤنا ألا يبقى المسؤولون عن هذه الأعمال بعيدين عن المساءلة والمحاسبة، والعمل بسرعة على ردعهم قبل أن يصبحوا فاسدين كباراً لا تمسهم الأيدي!..