أهالي حي الحيدرية بين فساد بلدية حلب وعسف ضباط الشرطة
في صبيحة يوم الثلاثاء 22/7/2008 قام قطاع هنانو التابع لبلدية حلب، وبمؤازرة من المئات من عناصر شرطة قسم البلدية، وعناصر قسم شرطة هنانو، بغارة على عدد من البيوت السكنية الواقعة في حي الحيدرية في المنطقة العقارية الخامسة من مدينة حلب، وكان الهدف من هذه الغارة طرد سكان هذه البيوت منها، وهدمها حتى دون إخلاء محتوياتها، بناءً على إنذارات قديمة صادرة منذ عام 1983، دون أن يكون لدى قطاع هنانو أو عناصر الشرطة أي أمر قانوني – أو حتى غير قانوني – بالهدم.
وكان من الطبيعي أمام هذا الصلف والاستهتار من المسؤولين عن هذه الإجراءات الظالمة بحق المواطنين البسطاء، أن يحدث اشتباك بين الأهالي وبين عناصر الشرطة، وتراشق بالحجارة، إذ أصيب عدد من المواطنين ونقلوا إلى المشفى، ولم يبق أمام الأهالي سوى الاستنجاد باللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وبمراسلي صحيفة قاسيون، فحضر وفد من اللجنة الوطنية مع بعض مراسلي الجريدة فوراً إلى موقع الحدث، محاولاً التدخل لمنع هذا الهدم الجائر لبيوت الأهالي. وبعد قليل تم استدعاء عناصر إضافية من الشرطة، لإعادة تنفيذ محاولة الهدم، وتم توقيف بعض الأهالي، بالإضافة إلى الرفيق محمد أنس شوكان عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ومراسل صحيفة قاسيون.
وجرى تنسيق العمل بشكل فوري بين لجنة محافظة حلب لوحدة الشيوعيين السوريين، وبين اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري (فصيل النور)، وحضر الرفيق أحمد سجيع عضو اللجنة المنطقية لفصيل النور، وعضو مجلس الشعب، ونسقت الجهود لمنع الهدم، فتحدث الشيوعيون مع قائد عناصر الشرطة، وهو برتبة عميد، لإقناعه بأن هذا العمل الذي تسانده قوات الشرطة التي يقودها، هو عمل غير قانوني، لأنه لا يوجد أمر قانوني بالهدم، وقد تفهم العميد ما تقدم به الشيوعيون، وأمر قواته بإيقاف عملية الهدم، وإخلاء الموقع فوراً.
ولكن المسألة لم تنته عند هذا الحد، فبعد أن تنفس الجميع الصعداء، وظننا أن قطاع هنانو قد تراجع عن نيته بالهدم، فوجئنا بأن القائمين على القطاع من مهندسي البلدية مازالوا يهددون ويتوعدون السكان بهدم بيوتهم وتشريدهم. وعندما سأل أحد أعضاء لجنة محافظة حلب أحد مهندسي البلدية: أين سيذهب السكان؟ أجاب بأنهم يمكن أن يعيشوا في الخيام؟ هكذا!! بكل وقاحة!!
والأمر الأغرب من ذلك أن الجهات الوصائية في حلب تؤازر هذه التصرفات وتغض الطرف عن هذه التجاوزات القانونية، دون أن تحرك ساكناً.
فما زال الرفيق محمد أنس شوكان موقوفاً حتى لحظة إغلاق تحرير هذا العدد، بأمر من النيابة العسكرية، مع سبعة من سكان الحي الذين تعرضوا للضرب الشديد، ولدى قاسيون تقارير طبية وافية عما تعرضوا له.
وأحدث ما تفتقت عنه عقلية قوى الفساد في قطاع هنانو، أن قاموا بتوزيع إنذارات على السكان بالإخلاء الفوري، لأن الهدم سيتم في القريب العاجل، وقد صرح السكان لمراسل قاسيون، أن هذه الإنذارات مزورة ولديهم ما يثبت ذلك.
عضو لجنة محافظة حلب لوحدة الشيوعيين السوريين صرح لموقع قاسيون الإلكتروني: إن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وإن تحلت بالصبر وطول البال حتى هذه اللحظة، بخصوص توقيف مراسل جريدة قاسيون أثناء تأديته لواجبه الصحفي، وتوقيف عدد من سكان الحي، فإن ذلك لا يعني أن صبرها سيطول. وطالب بمنع أي هدم غير قانوني، يمكن أن يمس استقرار وحياة هؤلاء المواطنين، خاصة وأن مهندسي القطاع قد هددوا السكان بالهدم قريباًً.
ونحن بدورنا نعد قراء قاسيون وجميع الشرفاء، بملف كامل حول الفساد في هذا القطاع، لكي يطلع الرأي العام إلى درجة الصفاقة والوقاحة التي وصلت إليها قوى الفساد، وإلى المدى الذي وصل إليه تجبر الفاسدين، بمن فيهم الفاسدون الأقزام.
■ مراسل قاسيون في حلب