ضيعة ضائعة واستبدال الكحل بالعمى
أخيراً وُجدت هذه الضيعة على أرض الواقع. إنها ضيعة «ضهر دباش» الضائعة والمنسية، والتي كانت بعيدة عن تشوهات الحضارة، إلى أن غزاها الفساد والفتوة والتشبيح.
«نوفل خازم» مواطن سوري، ومثله مثل كل الشرفاء، تقاعد بعد خدمة ثلاثين عاماً في الجيش العربي السوري، دون بيت أو حتى كوخ يؤويه. فعاد إلى قريته، وبمساعدة أهل الخير من أبنائها، قام ببناء ما يشبه المنزل، بمكان يبعد عن قريته حوالي 2كم، وسط حقله الخاص. دون أن يتوفر له أي شيء من مستلزمات الحياة العصرية، سوى جمال الطبيعة من حوله.
أحد أصحاب الدخل اللامحدود (حديثي النعمة)، أُعجب بالمكان الذي يمضي فيه هذا المواطن ما تبقى من سنين بعد التقاعد، فراح يحاول، ليل نهار، إخراجه من كوخه، بالترغيب مرة والترهيب مراراً، ولكن البيت نموذج مصغر عن الوطن، ليس من السهل التنازل عنه. فقرر «الشبيح» أن يحسم معركته، وحصل على قرار من وزير الزراعة بتجريف المنزل «الكوخ» بمساعدة ومساندة قوى الأمن الداخلي في ناحية الفاخورة، وقامت الدورية بتاريخ 23 /6/ 2008بالاعتداء بالضرب المبرح، على صاحب البيت وزوجته وبناته، واقتادته مكبلاً بالأغلال بتهمة مقاومة الدورية ومنعها من تهديم المنزل.
■ اللاذقية - مراسل قاسيون