برسم مديرية تربية حلب.. أما انتهينا من هذه الأساليب؟
تم تكليف بعض من معلمي منطقة عفرين ومدرسيها للمشاركة في مراقبة امتحانات الشهادة الثانوية بحي الخالدية في مدينة حلب. انتهى اليوم الأول من أيام المراقبة بأحسن صورة وتمت العملية على أكمل وجه، ولكن المفاجأة كانت في اليوم الثاني، حيث تقاطرت الوفود على هذه المراكز من كل صوب وحدب، وخلال فترة المراقبة التي امتدت ثلاث ساعات حضر من المسؤولين ما هب ودب، وما لفت النظر هو دخول البعض منهم إلى قاعات الامتحان بطريقة فجة وغير لائقة، وجرى البحث في المقاعد ونبش جيوب الطلاب وشمشمة البعض الآخر منهم، فتسبب ذلك كله بتوتر الممتحنين وتشتيت تفكيرهم والإساءة لسير الامتحانات، لا خدمتها.
وبعد هذه المداهمات الخنفشارية كان القرار الصاعقة، والذي قضى بنقل جميع مراقبي عفرين من هذه المراكز بحجة أن المعلومات الاستخباراتية تفيد أن بعضاً من طلاب هذه المراكز هم من أبناء منطقة (عفرين)!!
لقد كان القرار صدمة للجميع وطلقة في الصميم، وهذا ما يستدعي طرح بعض التساؤلات على مديرية تربية حلب، آملين الإجابة عليها بعيداً عن روح التخندق لصالح هذا المسؤول أو ذاك:
1 - هل مراقبو عفرين هم من اختاروا مراكز مراقبتهم، أم أن مديرية التربية هي التي حددت مراكز عملهم؟
2 - ألم تعرف التربية مسبقاً بأن بعضاً من طلبة هذه المراكز هم من أبناء منطقة عفرين؟
3 - هل من عيب أو جرم في أن يراقب أبناء منطقة ما طلبة من تلك المنطقة؟ فإن كان الجواب بالإيجاب، فلتعمم التجربة بحيث يراقب أبناء حلب في حمص، وأبناء حمص في طرطوس.. وهكذا؟
4 - أليس مراقبو عفرين هؤلاء هم أنفسهم من يديرون دفة العمل التربوي في عفرين، كيف نسمح لهم بذلك، ونمنع عنهم هذا؟
5 - إن كانت الحجة في أخذ القرار وجود خلل ما هنا وهناك، فهل يعني هذا أن نحكم
بالإعدام على الجميع؟ فإن كان الجواب (نعم)، فلماذا لا تعمم التجربة؟
6 - إلى متى ستكون بعض القرارات غير مدروسة ولا مسؤولة وارتجالية، وتنطلق من الشك ونظرية المؤامرة التي نعلق عليها كل فشلنا وأخطائنا؟
إننا نطالب مديرية تربية حلب بمحاسبة المسؤولين عن هذا التصرف الأرعن واللامسؤول والذي كان الهدف منه النيل من سمعة مراقبي منطقة عفرين وتشويهها، ونؤكد بأن مثل هذه التصرفات تدفع بالاتجاه الخطأ.
إلى متى سيطول مثل هذا الأداء؟ أفلم يفهم هؤلاء بأن الضمير المهني لدى معلمي ومدرسي منطقة عفرين فوق كل الشبهات، أم كما يقال كل إناء بما فيه ينضح؟؟
■ مراسل قاسيون – عفرين