على قارعة الطريق

على قارعة الطريق

على أثر المعارك الجارية في مدينة حلب وضواحيها، نزحت العشرات من العائلات من بيوتها وخاصة من الحمدانية ومشروع الـ 1070 شقة، وما زالت هذه العوائل تبيت في الشوارع، على الرغم من الوعود بتأمين مراكز للإيواء.

مسؤولي مدينة حلب كانوا قد صرحوا سابقاً أن هناك مراكز للإيواء وهي جاهزة لاستقبال النازحين والمهجرين من المناطق الشرقية للمدينة، ولكن واقع الحال يقول أن هؤلاء المهجرين استقبلتهم الشوارع التي بات هؤلاء يفترشونها عند المتحلق ودوار الباسل.

مطالب بإيواء

 المهجرين في المدارس 

هذه العائلات كانت قد هجرت من بيوتها بما عليها من الثياب على أثر القصف المستمر لبيوتها ومناطقها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة والمعارك الدائرة فيها، وهي بحاجة لكل أنواع المساعدة الممكنة، اعتباراً من اللباس إلى الطعام إلى الطبابة إلى الفرش، وأهمها ملاذاً آمناً يبيتون فيه بعيداً عن قارعة الطريق.

أهالي المدينة يطالبون بفتح المدارس أمام هؤلاء كونها مغلقة بسبب العطلة الصيفية، أو بوضعهم في سوق الإنتاج، ريثما يتم تأمين البديل السكني الملائم، كما يهيبون بالهلال الأحمر والجمعيات الأهلية والخيرية أن تقوم بعملها بمجال تقديم المساعدات اللازمة للمهجرين.

خشية من الحاجة والاذلال

على الطرف المقابل لم يجد هؤلاء المهجرين الاهتمام الكافي من قبل الجهات الحكومية، أو غير الحكومية، حيث باتوا مشردين وليس باستطاعتهم تأمين مستلزمات حياتهم ومعاشهم، كما قال بعضهم أن بيوتهم بدأ يدخلها «المعفشون» أثناء خروجهم، في استغلال لحالة الرعب والخوف ولحظة الهروب من الموت القادم مع القذائف والرصاص المنهال عليهم، ويخشون من أنهم سيضطرون للتذلل من أجل الحصول على بعض المساعدات، كما جرى ويجري مع غيرهم في غير مكان، في استغلال لوضع هؤلاء وتشردهم، كما من أجل الإثراء على مواجعهم وآلامهم من قبل بعض الفاسدين في هذه الجهة أو تلك من الجهات التي من المفترض أن تقدم المساعدات، سواء كانت عامة أو خاصة أو دولية.

أخطار مركبة

الوضع بحلب عموماً غير مستقر من الناحية الأمنية والعسكرية، ولم تقف حدود الأخطار على المعارك الدائرة والقذائف المنهالة على الأهالي فقط، بل يتم الحديث عن وجود قناصين استطاعوا التسلل والتموضع في المراكز المشرفة على بعض المحاور، وقد أصبحوا يشكلون خطراً إضافياً على الأهالي في بعض الأماكن، ناهيك عما يتعرض له الأهالي جراء الحرب من نقص بالمواد الغذائية وضرورات الحياة الأخرى وارتفاع الأسعار، وتحكم الفاسدين وتجار الأزمة بمقومات الحياة الأساسية في المدينة، إضافة إلى المشاكل الأخرى المتعلقة بالخدمات العامة من ماء وكهرباء وغيرها، لتصبح حياة الحلبيين جحيماً بطعم الحرب.

حسن استثمار الانتصارات واجب

وأخيراً لعله من المفيد الإشارة إلى أن ما يتم تحقيقه من انتصارات على المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة إقليمياً ودولياً خلال المعارك الدائرة في حلب وعلى أطرافها، خلال الفترة المنصرمة، من الواجب أن يتم حسن استثمارها على مستوى الأهالي عبر تقديم ما يلزم من مقومات استمرار الصمود لهؤلاء، وخاصة منهم من اضطر للنزوح عن بيته، من مستلزمات المعيشة والخدمات وغيرها.