رؤية..
الشيوعي هو من يشعر بمسؤوليته، ولا ينتظر حتى يأخذ الموقع المتقدم في حزبه وفي المجتمع.. عليه أن يعمل في كل المواضع مهما كانت صغيرة، فليس من الضروري أن تكون المسؤولية متأطرة داخل موقع دون سواه، وإنما يكمن سرّ الحياة في معنى المسؤولية.
فالذين يجلسون في القمة ولم يكن للمجتمع علاقة في مجيئهم أو تربعهم، هؤلاء لا علاقة لهم بالشيوعية، فهم يسخّرون الحزب وكوادره وتاريخه لتحقيق ذواتهم بدل أن تكون ذواتهم هي الجسر.
الوحده يا رفاقي لا تكون بإلغاء الآخرين، ولا يجوز لأي فصيل أن يحتكر أو يدعي الحقيقة، فالحقيقة موجودة عند الجميع بشكل نسبي، لذلك فإن بناء الحواجز والجدر لا يصنع وحدة ولا تقارباً، بل يوقعنا في مستنقع الأصولية التكفيرية. الوحدة تعني الحوار الفكري وكيفيه إدارته، والعودة إلى الماركسية كمرجع أساسي، لأننا جميعنا ندعي اعتمادها وتبنيها، وأظن أننا لسنا وحدنا في الساحة..
قادني إلى كتابة هذه الرؤية ما جاءني من ردود سلبية وإيجابية من قبل الكثيرين من رفاقي على مساحة هذا الوطن، والذين تربطني بهم جميعاً روح رفاقية وفكر توحيدي، حول النداء الذي وجهته في 29/11/2008 لجميع الشيوعيين المتعلق بوحدتهم، وما جعلني متفائلاً أن الردود الإيجابية كانت هي الأكثر، وهذا يشكل الدليل الساطع أن فكر التوحيد هو الذي سينتصر، لأن كلّ الشرفاء والأحرار سيلتفون حول هذا الهدف.
أما من اعتبر هذا النداء استغاثة واستجداءً فأقول: في سبيل خدمة الوطن، ومن أجل كرامة الوطن والمواطن لا يكون الاستجداء ذلاً ولا عاراً..
وكل الشكر لهيئة تحرير جريدة قاسيون التي تركت لنا فرصة نشر هذه الرؤية..
■ محمد علوش- طرطوس - صوت الشعب