حين يهوي السنديان

شيعت محافظة السويداء يوم الجمعة 24/4/2009، بمشاركة وفد من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وعدد كبير من الأهل والرفاق والأصدقاء، الرفيق الشيوعي القديم المربي الأستاذ سعيد البني «أبو وليد» عن عمر مليء بالنضال والتضحيات ناف عن خمسة وتسعين عاماً..وألقيت في حفل التأبين كلمات مديرية التربية بالسويداء، وأصدقاء الفقيد، وآل الفقيد التي ألقاها شقيقه، وجاء فيها: «... قرن من الزمان رسمه أبو وليد وطرزه على صفحات أيامه بالعمل في ثلاثينات القرن المنصرم، بالكتاتيب يحمل أبجدية اللغة العربية ومبادئ الحساب والقراءة، مستخدماً طرافته وبراعته للابتعاد عن تقديم لغة المستعمر الفرنسي على اللغة الأم.

سخر من سياسة المستعمر وأحكامه الجائرة بحق البؤساء، وكاد أن يدفع حياته ثمناً لواحدة من هذه العقوبات. ظلت روح الدعابة الموشاة بالجد والثبات على المبادئ الأخلاقية تحكم سلوكه طوال حياته، ففي خمسينات القرن الماضي وأمام أكبر شخصية أمنية زارت قرية امتان، وهو عبد الحميد السراج، وقف ليقول: في هذه القرية محرومون من الماء النظيف والهواء النقي. وفي اليوم التالي صدر قرار بمنع البيادر غرب القرية، ونقلها إلى شرقها، لما تسببه من تلوث بيئي.

انتسب أبو وليد إلى الحزب الشيوعي السوري في خمسينات القرن الماضي، وتشبع بأفكار الآباء الروحيين للاشتراكية، وانحاز إلى مبادئ العدل والمساواة، وعشق الجمال والحرية وقدسية الإنسان، وظل حتى أخر صفحة من تاريخه، بالرغم من تكسر الأحلام الطوباوية على قناعاته الفكرية، يحب الخير والمبدئية، بسيطاً في فلسفة الأشياء، قريباً من الناس، بعيداً عن الصلف والجاه».

هو ذا أبو وليد، وهذه هي رحلة عمر عاشه ثابتاً على مبادئه الماركسية، معارضاً لكل أنواع الانقسام والاستزلام، حالماً بإعادة توحيد صفوف الحزب، ولكنه رحل قبل أن يتحقق الحلم..