حريق السقيلبية يلتهمُ حقول القمح والأشجار المثمرة
يتكرر مشهد حرائق السنابل مع حلول موسم الحصاد في كل سنة، فحريق هنا وآخر هناك، وما من إجراء يتخذ إلا بعد أن تلتهم النيران الأشجار والمحاصيل..
في الفترة القصيرة الفائتة، التهمت الحرائق عشرات الهكتارات من حقول القمح المنتظرة لتسديد ديون الشتاء في منطقة الغاب، وكالعادة لم تحضر آليات الإطفاء التابعة للهيئة العامة لتطوير الغاب إلا متأخرة، هذا ما حصل يوم 22/5/2010، فقد التهمت النيران عشرات االدونمات من حقول القمح والأشجار المثمرة جنوب مدينة السقيلبية بسرعة قياسية آكلة ثمرة تعب عدد من الفلاحين لموسم كامل.. والسبب هو القمامة!! فمتى ننتهي من مشكلة مكبات القمامة المنتشرة عشوائياً بين حقول القمح والأشجار المثمرة، تلك المكبات التي لاتخضع لشروط السلامة والأمان التي تحد من تلوث الأراضي الزراعية المحيطة بها، وامتداد القمامة على تلك الحقول وأكياس النايلون المنتشرة فيها مع ما تحمله من ملوثات هذه المكبات بنيرانها المشتعلة، والتي هي عرضة لهبوب الرياح الشديدة التي تنقل الشرر المتطاير إلى الحقول المتاخمة مسببة اندلاع النيران فيها في ظل غياب المراقبة من قبل القائمين على أمر البلديات المشرفة عليها.. وعلى ما يبدو ليست هناك نية لحل هذه المشكلة رغم أنها ليست (معندة).
الحريق الذي التهم 70 دنماً من الأراضي المزروعة بالقمح وعشرات الأشجار المثمرة من الزيتون والجوز القريبة من موقع مكب القمامة في جنوب مدينة السقيلبية، لم يكن ليتم السيطرة عليه وإخماده من قبل عمال الإطفاء التابعين لبلدية السقيلبية لولا وجود أراض خالية من المزروعات بعد جني محصول الحمص منها، ومع ذلك حضرت آليات الإطفاء التابعة لهيئة تطوير الغاب متأخرة، ويعود ذلك إلى عدم تخصيص مركز الهيئة بإطفائية تعمل على إخماد الحرائق في مثل هذه الحالة، ولأن آليات الإطفاء القليلة ليست لديها القدرة على تغطية المساحات الكبيرة من الأراضي الزراعية في موسم الحصاد، إضافة إلى سوء توزيعها، وبالتالي فإننا سنشاهد تكرار مثل هذه الحرائق حيثما يوجد إهمال وتسيب في مراقبة وإدارة مصادر النيران ومسبباتها من مكبات القمامة المنتشرة بين الحقول الزراعية.
الفلاحون المتضررون يلقون المسؤولية على عاتق بلدية السقيلبية لتقصيرها في الاستجابة لشكواهم من أن النيران المشتعلة في المكب ستمتد إلى حقولهم وتلتهمها.. هذا ما تكرر على لسان الفلاحين، ومنهم مخول فرح أبو عايد، الذي أخبرنا أنه حضر إلى مقر البلدية قبل اندلاع الحريق بيومين، وتكرر حضوره أكثر من خمس مرات يطلب من الجهات المعنية العمل على إخماد النيران في جبل النفايات الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 20 متراً، ولكنهم لم يحركوا ساكناً رغم شكواه المتكررة.. فيما يقول المسؤولون في البلدية أنهم حضروا على الفور إلى موقع المكب وعملوا على إخماد الحريق، ويلقون مسؤولية الحادث على جهة مجهولة (؟)..
ونشير هنا إلى أن الوحدة الإرشادية في السقيلبية عملت على إحصاء الأضرار وتقدير إنتاج الدونم الواحد من محصول القمح بـ350 - 375 رغم الأضرار التي لحقت بالمحصول جراء إصابته بمرض الصدأ الفطري هذا العام!! فيا للعجب!.