مخيم بلدية  تل أبيض الجندرمة العثمانية تطرد اللاجئين السوريين
خاص قاسيون خاص قاسيون

مخيم بلدية تل أبيض الجندرمة العثمانية تطرد اللاجئين السوريين

أكثر من عشرة أيامٍ في العراء، الجوع والعطش، وبلا أبسط شيء من مقومات الحياة، لحوالي 4 آلاف لاجئ سوري غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين لا حولَ لهم ولا قوة، دون أن يكترث أحدٌ بهم.؟!

 

في تاريخ 12/4/2016 أقدمت السلطات التركية على إخلاء مخيم بلدية تل أبيض بالقوة وتركت اللاجئين في العراء دون مأوى لهم، كما سحبت غالبية بطاقات المول منهم وبعلم اليونيسيف، ورغم اعتراض اللاجئين واحتجاجاتهم إلاّ أنهم تعرضوا للتهديد، ومسؤولو اليونيسيف يتفرجون.!

محطة مؤقتة مُسيطر عليها

يقع مخيم بلدية تل أبيض في المدينة، ويبعد عن مخيم سليمان شاه حوالي 8 كم، ويعتبر محطة تجمع لللاجئين السوريين الجدد والفارين من جحيم الحرب، وهو عبارة عن أرض جرداء مساحتها حوالي 20 دونم وخالٍ من أي بناءٍ، ومحاط بسور من الاسمنت والأسلاك الشائكة، ارتفاعه حوالي مترين، وبداخله العديد من الخيم البالية، والتي لا تقي من برد الشتاء القارس ولا من حرّ الصيف الشديد، وكان المخيم يضم حوالي 670 أسرة أي حوالي 3800 غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، الذين أرهقتهم المعاناة خلال الأزمة وظروف التهجير، حيث أجبرتهم هذه الظروف على ترك منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم، وخرجوا فقط بثيابهم التي يلبسونها، ويعتبر المخيم محطة مؤقتة ريثما يتم توفر مكان في المخيمات الرئيسية، وهو يفتقد لأبسط لوازم الحياة الإنسانية، وتسيطر عليه الجندرمة التركية بإشراف بلدية تل أبيض التركية.

مناشدة من الأهالي

وفي اتصال مباشر مع قاسيون عرض بعض اللاجئين السوريين معاناتهم، ويناشدون منظمة الأمم المتحدة وخاصةً اليونيسيف، ومنظمتي الصليب والهلال الأحمر ومنظمات الإغاثة العالمية توفير أماكن لهم ولأسرهم، تحفظ لهم ما تبقى من حياتهم، التي أصبحت في سوق البازار التركي الأوربي، يبيعون بهم ويُشترون وهم لا خيار لهم ولا هناك من يسمع صوتهم ويخفف معاناتهم، كما يناشدون القوى الدولية المؤثرة الضغط باتجاه الحل السياسي، ويدعون القوى السورية من معارضة ونظام للارتقاء إلى مستوى حجم مأساة وكارثة الشعب السوري وهم منهم، كي يعودوا إلى ديارهم ووطنهم الذي أرغمهم الموت على تركه.!

تعتيم إعلامي متعمد

يشار إلى أن واقع المأساة التي تعرض لها هؤلاء ومناشداتهم، لم تصل لأسماع وسائل الإعلام، بل تم تغييبها والتعتيم عليها عمداً، وذلك تناغماً مع السياسة الأردوغانية التي مارست عَسفها وجورها بحق هؤلاء، كما تمارس الإتجار بالكارثة الإنسانية للسوريين عموماً في بازارات العرض والطلب مع أوربا وغيرها.

قاسيون إذ تنشر ذلك، وتنقل معاناة هؤلاء اللاجئين، تدعوا الأمم المتحدة ومنظماتها لتحمّل المسؤولية، وإلزام الحكومة التركية بتوفير ما يلزمهم، ورفع جورها عنهم، وتوفير الحماية لحياتهم.!

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 نيسان/أبريل 2016 16:30